تعلمنا الكنيسة ان عقيدة انتقال مريم بالنفس والجسد الى السماء مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الاصلية، وايضاً بعقيدة بتوليتها الدائمة. وتعلمنا الكنيسة أنّ "العقيدة تعبّر عن الحقيقة الواحدة المطلقة، عن سّر الله وخلاصه في يسوع المسيح..."
ويأتي التحليل اللاهوتي لعقيدة الانتقال: " أخذ جسدًا منها، وصار لها إبناً حقاً، وخصّها بشرف البتولية الدائمة، مكملًا نعمته عليها، فصان جسدها من فساد القبر، ونقله الى المجد السماويّ". "
" اليوم حملت العذراء مريم الى الهيكل السماوي[...] إنّها ترتاح في هيكل الربّ".
يمكننا القول، بعد مرور مئات السنين وبالرغم من التغييرات السلبية، واندلاع الحروب وتفشي الامراض، وانتشار الشر المهيمن على عالمنا، تبقى السماء مفتوحة، والفردوس ينتظر التائبين. تمّ انهزام الموت بفضل قيامة الربّ يسوع. هذه الأرض ليست موطئ الانسان الدائم.
لنرفع أعيننا ولننظر نحو السماء. نعم، هذا العيد يشدّ انظارنا نحو السماء موطئ المسيحي الممارس لإيمانه.
لنقل مع مريم “ها أنذا أمةُ الربِّ فليكن لي كقولكَ” (لو 1: 38)، لأنّ إيمانها، هو فعل تقدمة وطاعة وثقة، هو قمّة الحبّ. يحيا الانسان في الرجاء بانتظار "الخلاص النهائي" "ونترجى قيامة الموتى والحياة الابدية".
نعم، هذا العيد يبعث فينا الرجاء بالحياة الجديدة التي وعدنا بها والتي نعمل من أجلها. فهي تنتظرنا وننتظرها.
نعم، يؤكد انتقال العذراء مريم على أنهّا ملكة وسلطانة العالم. نعم، إنّها مماثلة لابنها الذي انتصر على الخطيئة والموت.
استحقت مريم هذا التكريم لانها بلغت ذروة القداسة والحبّ وبذل الذات والالتزام بمشروع ابنها.
نعم، مع مريم السماء مستقبلنا... ساعدينا كي نتحلى بالصبر لنواجه كلّ التجارب والمحن التي يسببها الانسان لاخيه الانسان.
لننتقل من حالة الخوف والاحباط الى حالة الرجاء...
لنرتفع نحو القيم... لنرتفع نحو السماء...لننتقل... ولننتظر... ولنرتفع...