ألقت أزمة المحروقات التي تعاني منها البلاد بظلالها على قطاع الأفران والخبز تحديداً، فما كان يعرف قبل الأزمة "بأكل الفقير" فقد من السوق نتيجة غياب مادة المازوت من الأفران وانعكاس هذا الأمر على صناعة الخبز.
إنتقلت الطوابير من السيارات التي تنتظر لتعبئة مادة البنزين الى الأشخاص الذين يقفون صفوفاً طويلة للحصول على ربطة الخبز التي لم يعد من السهل إيجادها كما كان قبل الأزمة. وحالياً ومع الارتفاع الجنوني في اسعار السلع وانسحابه على سعر ربطة الخبز، يبقى السؤال الأهم "ماذا يفعل المواطن في حال لم يتمكّن من الحصول عليه"؟.
كمية تكفي لاسبوع
"الأفران تعمل "بالقطّارة" وثمّة مطاحن تعطي وأخرى تضغط، وفي اليومين المقبلين اذا لم تحصل على مادة المازوت ستقفل". هذا ما يؤكده رئيس تجمع أصحاب المطاحن أحمد حطيط لـ"النشرة"، لافتا الى أننا "حصلنا على وعود من وزارة الاقتصاد ورئاسة الحكومة بتسليم المادة للأفران والمطاحن"، مشيرا في نفس الوقت الى أنه "تم تأمين كميّة تكفي لأسبوع لا أكثر". بدوره نقيب أصحاب الافران علي ابراهيم يشدد على أنه "لم نُزوّد بالمازوت ولكن هناك وعود"، لافتا الى أنني "استلمت 27 ألف ليتر وتم توزيعها على ستة أو سبعة أفران وهذه الكمية لا تكفي لأكثر من أسبوع على أبعد تقدير".
حلول مرتقبة
يشرح علي ابراهيم لـ"النشرة" أن "هناك 240 فرناً في لبنان ولديها "كوتا" في وزارة الاقتصاد تتضمن كميّة المازوت"، داعياً الى "احتساب الكميات التي يحتاجها كل فرن وحجزها له"، معتبراً أن "خمسة ملايين ليتر هي الكمية المطلوبة لإنهاء الازمة وعودة الحياة الى طبيعتها". هنا يشير رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف الى أن "هناك لجنة ستتألّف تضم وزارة الاقتصاد، الافران، المطاحن، مديرية النفط ورئاسة الحكومة مهمتها العمل لحل أزمة المازوت في المطاحن والافران".
تخزين الخبز
"الخبز موجود ولكن التوزيع على الصالات والمحال". هذا ما يؤكده حطيط، مشيراً الى أن "سبب عدم التوزيع الى الخارج هو لتلبية الناس التي تتهافت بكثرة"، أما علي ابراهيم فيعتبر أن "سبب إنخفاض الازدحام أمام الافران هو أن الناس خزّنت كميّات كبيرة من الخبز في المنازل بمجرد أن سمعت بالأزمة". بالمقابل يؤكد طوني سيف أن "الشحّ في مادة المازوت وصل الى حدّ أن بعض الافران الكبرى تنتج بكميات قليلة جداً، بينما بعضهاأوقفت الإنتاج بشكل كامل،ونسعى لتأمين المادة لها لتعاود العمل والاستمرار بصناعة الخبز".
يشير أصحاب المطاحن والافران إلى أنهم اليوم يسعون الى تأمين المازوت أقلّه كلّ أسبوع بأسبوعه حتى لا ينقطع الخبز من الأفران، ولكن في ظلّ كلّ ما تمرّ به البلاد هل سينجح المعنيون في معالجة هذه القضية، أم أن الاشتباك السياسي بين مصرف لبنان والحكومة حول دعم المحروقات سينسحب على الخبز أيضا؟!.