4 آب 2020، لم يكن يوماً عادياً بالنسبة للشاب محمد سمير إسماعيل، بل كان يوماً مشؤوماً، وشكل صدمة وخوفاً عند أهله وأصحابه. فقد دخل محمد في غيبوبة لمدة أسبوع جراء إصابته في إنفجار مرفأ بيروت، وقد بقي أكتر من شهر بالعناية الفائقة، وخضع لعشرات العمليات.
محمد تلميذ "ترمينال" ومن بعد الإنفجار بأشهر قرر خوض تحدي الإمتحانات الرسمية على الرغم من كل الوجع ورحلة العلاج الصعبة. وفي 17 آب 2021 أي يوم صدور النتائج، إنتصر على كل أوجاعه والصعوبات التي مرَّ بها، ونجح بتقدير جيد.
مُدير معهد "LUA Academy" باسل ياسين، روى لـ"النشرة" لنا بعض الأحداث التي رافقت الشاب منذ 4 آب إلى حين نجاحه، مشيراً إلى أن "محمد أصيب لحظة الإنفجار بعد وقوع الباب عليه عند فتحه بعد وصول طلبية من الخارج، ما أدى إلى إصابته بكسور عديدة وخطيرة".
وأوضح أنه "عند وصول محمد إلى "مستشفى الزهراء"، كان وضعه صعباً وشبه ميؤوساً منه، وبعد فترة في غيبوبة دامت 4 أيام وبعد نحو 12 عملية، ومع مراقبة وضعه الصحي، إستطاع محمد التحسن، ولكن مع مشاكل بالذاكرة".
ولفت ياسين، إلى أن "محمد تابع علاجه الفيزيائي والنفسي في المنزل، وقد قمت بعدة زيارات له، وقد كان واضحاً مدى رغبته بالقيام بالإمتحانات الرسمية رغم الآلام، ومشكلة النسيان التي أصابته". وأكد أن "بعض فترة أبلغني محمد أنه اتخذ قرار خوض الإمتحانات، وأبديت استعدادي للمساعدة، فقمنا بتسجيله بمعهد " LUA"، وتابعنا وضعه، وتفاجئنا بالتجاوب السريع والتحسن الملحوظ بصحته، وبالنتيجة قدم الإمتحانات وقام بمجهودٍ كبير، كونه لم يكن يتابع العام الدراسي منذ البداية".
وأشار إلى أن "محمد قام بإنجازين، الأول عندما عوّض الدروس التي لم يتابعها، والإنجاز الثاني هو أنه على الرغم من الظرف الذي مرَّ به إستطاع أن يتفاعل مع محيطه وأصدقائه، وكنت متابع له طيلة هذه الفترة مع مجموعة من أساتذة المعهد، وكنا نساعده في دراسة المواد الأساسية، ولاحظنا أنه صاحب إرادة".
وشدد ياسين، على أن "الخوف كان سائداً من عدم قدرة محمد على تقديم الإمتحانات، أو الرسوب عند التقديم، بسبب الظروف التي كان يمر بها، لكن تفاجئنا بالنتيجة الجيدة والمرتبة التي حصل عليها على صعيد لبنان، رغم أنه تعرض لوعكة صحية في أخر يوم من الإمتحانات، ربما أثرت على علاماته في بعض المواد".
في النهاية، ورغم كل الصعوبات التي يمر بها الإنسان، الأمل بالحياة يجب أن يبقى موجوداً، وعلينا محاربة الصعوبات للوصول إلى ما نطمح به، مثالاً كما فعل محمد الذي حارب كل الظروف وانتصر عليها. وبعد هذه الرحلة الطويلة التي تكللت بالنجاح، يستحق محمد نظرة من الدولة ومن وزارة التربية على وجه الخصوص، لإعطاء أمل لباقي الأجيال بالتمسك بالأمل في الحياة.