فتحت بعض القوى السياسية "مندبا" وبدأت "حلش الشوشة"، عندما أعلن السيد حسن نصرالله امين عام "حزب الله" ان باخرة محملة بمادة المازوت ستنطلق في الساعات المقبلة نحو لبنان لمساعدته على تجاوز أزمة المحروقات، وأن شحنات متتالية من بينها البنزين سوف تصل.
فإذا كان اللبنانيون الذين يفتقرون إلى هاتين المادتين، ينعون ليل نهار، ويجدون أن رفع الدعم عن المحروقات وبيعها وشرائها بسعر الصرف الرائج للدولار، يفوق طاقتهم على الاحتمال، خصوصا ان دخولهم قد تراجعت، وتراجعت معها القدرة الشرائية، فماذا سيضيرهم اذا توفر المازوت والبنزين بسعر 3900 ل.ل للدولار الواحد. والمضحك المبكي ان من يرفع الصوت يدعو إلى رفض إدخال النفط الإيراني إلى لبنان، خوفا من الحصار والعقوبات. فهل ما يعيشه لبنان اليوم، هو حالة احتضان ودعم دولي وعربي، أو حال حصار مالي، اقتصادي، دوائي، نفطي، غذائي، تنفذه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب، وبعض الدول العربية، لأن المسؤولين فيه رفضوا املاءات واشنطن بالصدام العنفي مع "حزب الله" وبيئته، وإدخال البلاد في حرب أهلية.
السيد نصرالله ، جاء بالنفط الإيراني...عافاه الله.
فماذا يمنع الدكتور سمير جعجع من الاتيان بالنفط من المملكة العربية السعودية، وهو رجلها الأول في البلاد حاليا. وما الذي يمنع الرئيس سعد الحريري ان ينشط على خط الكويت والإمارات لتوفير حاجة لبنان.
فاين العيب والعار ان يوظف كل زعيم او نافذ ما يمتلك من قدرات وامكانات لسد ثغر اجتماعية واقتصادية.
اما الحديث عن عقوبات ، فإن "حزب الله" وشخصيات شيعية اخرى، وحتى رئيس "التيار الوطني الحر" يتعاملون معها على طريقة" انا الغريق، فما خوفي من البلل".
من الذي يمنع الوصول المساعدات إلى لبنان: واشنطن
من " اعدم" مصرفين في لبنان بذرائع واهية: واشنطن
من وضع عقوبات على كيانات لبنانية وأفراد: واشنطن
من منع المنظمات الدولية من تقديم العون والمساعدة إلى لبنان: واشنطن
من الذي يحمي حاكم مصرف لبنان، ويحمله على التمرد، ومعاكسة سلطة الدولة: واشنطن
الف من ومن، الجواب حول هوية المتسبب بها يكاد يكون موحدا: واشنطن.
فكفى خبثا وشطارة من قبل البعض، والخوف من الحصار على لبنان. فالمتخوفون او مدعو الخوف، إنماهم يساهمون بادائهم وسلوكهم، بحصار وطنهم وشعبهم، وإطلاق النار على انفسهم، على طريقة "نكايه بجاري بحرق شروالي". القصة تجاوزت "الشروال" بل الوطن باسره، اي من أجل ان" انكي" خصمي السياسي او المسؤول الذي لا يروق لي احرق لبنان، واجوعه، واعطشه، و"احرق دين سلافو" . هذه هي الوطنية عند الكثيرين من المتباكين على سيادة لبنان واستقلاله.
فبئس المصير إزاء هذا التسيب العاهر، أليس الاجدى ان يتحد الجميع أمام المحن والكوارث لإنقاذ لبنان، بدلا من لحس المبرد؟