اكد الصحافي والكاتب السياسي علي ضاحي ان الانسحاب الاميركي من افغانستان بعد عقدين من الاحتلال والتنكيل بالشعب الافغاني هو هزيمة مكتملة الاوصاف ولكن له تداعيات على افغانستان وكل شعوب المنطقة والدول المجاورة.
ورأى ضاحي في حديث صحافي، ان سيطرة طالبان السريعة على افغانستان وانهيار الجيش والدولة امامه يؤكد وجود مخطط ما وستتضح معالمه مع معرفة خارطة الطريق التي ستعتمدها الحركة وهل تسكون مزيجاً من التشدد ومراعاة الغرب واميركا.
ورأى ضاحي أن الحذر واجب في هذه المرحلة ولا بد من قراءة المتغيرات في المنطقة، فالانسحاب الاميركي جاء في لحظة مفصلية لنشر الخراب والفوضى في المنطقة. والانسحاب الذليل الذي ينحو نحو التسلم والتسليم، يشير إلى اتفاق ضمني بين طالبان والولايات المتحدة الأميركية. فما يحصل هو خلط اوراق لعبة الأمم للضغط على إيران وروسيا وباكستان.
ولفت الى أنه لا يمكن الحديث عن تغير جذري وقطعي في فكر طالبان وإنما عن مرونة في النظام السياسي وفي الممارسة السياسية. فطالبان ستحاول التمسك بالسلطة والقيام بما يلزم ليتم الاعتراف بها دوليا. هي تريد أن تستمر لتحكم، والأسابيع القادمة كفيلة ببلورة صورة أفغانستان الجديدة ونظام الحكم فيها. فطالبان التي نعرفها لن تتغير في لحظة ونظامها لن يكون علمانيا ديمقراطيا كما لن يكون متشددا.
لبنانياً، رأى ضاحي ان الحديث عن جعل طرابلس الفيحاء إمارة إسلامية وتزويد عاصمة الشمال بالمال والمساعدات من قطر والسعودية وتركيا مضخم ولا "ارجل واقعية له"، إلا أنه يجب الفصل ما بين طالبان والجماعات الإسلامية في لبنان لأن "ساحة طالبان تختلف عن ساحة لبنان".
وأكد ان لا خوف من وصول طالبان للحكم على شمال لبنان. فالخلايا النائمة والمتعاطفة مع فكر داعش والنصرة والفكر التكفيري ككل فقدت بيئتها الحاضنة وسيطرتها وحضورها. وتحولت إلى ذئاب منفردة بعدما انكسرت شوكتها وعصبها بعد معركتي تحرير عرسال وفجر الجرود. فانتهت مرحلة استهداف بيئة المقاومة والبيئة الشيعية بفشل المشروع التكفيري في لبنان.
وهذه الخلايا رغم حصولها على المساعدات من الجمعيات الخليجية والتركية وما يرافقها من تضخيم إلا أن دورها محدود ووضعها سيء لأن تمويلها الخارجي انكفأ وباتت معزولة في المخيمات. أي انها تعيش عزلة في الحركة والتمويل.
وختم ضاحي أن لا تأثير لطالبان على لبنان لأنهم لا يملكون القدرة على قلب الطاولة والموازين العسكرية والأمنية سيما في ظل عدم وجود قرار دولي أميركي تحديدا بتأزيم الساحة اللبنانية عسكريا. وأي حرب أهلية او حرب واسعة تتطلب قرارا دوليا وإرادة داخلية، وهاتان المسألتان غير متوفرتين اليوم.