أشارت صحيفة "الإندبندنت" إلى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال إنه "سيحكم على "طالبان" بناءً على أفعالهم"، لم يخبر الشعب الأميركي أن بعضاً من أخطر الإرهابيين في العالم، الأشخاص الذين لعبوا دورا في أحداث 11 أيلول وتم احتجازهم لاحقا في غوانتانامو، أصبحوا الآن قادة "طالبان"، وأن إرهابيين دوليين على قوائم المطلوبين لدى المخابرات الأميركية يؤدون الصلاة الآن في كابل".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "يوم الجمعة الماضي، أدى خليل حقاني الصلاة في كابل. وبناء على المعلومات التي نشرتها الحكومة الأميركية، عمل حقاني كوكيل لتنظيم "القاعدة" وكان على علم منذ فترة طويلة بالأنشطة الإرهابية للجماعة".
وتساءلت "لماذا على شعب أفغانستان، من دون استشارته أو المشاركة في أي انتخابات، قبول قرار الولايات المتحدة بإعطاء كل السلطة لـ "طالبان"؟ أليس صحيحا أنه حتى في اتفاق الدوحة كان هناك شرط تشكيل حكومة ائتلافية تليها انتخابات عامة؟".
ورأت الصحيفة أن "فرار الرئيس السابق أشرف غني غير المتوقع من كابل وعدم وجود أمر بالمقاومة لدى الجيش الوطني الأفغاني يعني أنه لا يوجد الآن سوى احتمال ضئيل للغاية لتشكيل حكومة انتقالية". وأفادت بأنه "من المحتمل أن يكون لبعض المقربين من غني، وربما حتى كبار مستشاريه، علاقات خفية مع "طالبان". لقد تواطأوا مع الحركة وساعدوها في صعودها إلى السلطة. بدأوا مشروعهم عندما ساعدوا في تحقيق التقاعد المبكر لقادة الجيش المتمرسين والوطنيين".
كما أكدت أنها "ليست هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة مطالبها على شعب أفغانستان: في الدورتين الانتخابيتين اللتين تنافس فيهما حميد كرزاي مع عبد الله عبد الله، فاز كرزاي في المرتين ولكن فقط بتزوير انتخابي. طلبت الولايات المتحدة من الدكتور عبد الله ألا يطالب بما هو حق له وأن يعطي السلطة لكرزاي، على الرغم من أنهم كانوا يعرفون جيدا أنه كان الفائز الحقيقي في الانتخابات وأنه مُنع من الوصول إلى السلطة".
وتابعت: "ترى أنه في الانتخابات التالية فرض أشرف غني، أيضا، على أفغانستان من قبل الأميركيين. وحاليا، لجأ كرزاي إلى منزل خصمه السابق عبد الله وفر غني من البلاد ووجد مكانا له في الإمارات العربية المتحدة، ولم يُسمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة".
واعتبرت أن "شعب أفغانستان يدفع ثمن كراهية وندم رجل أصبح مواطنا أميركيا منذ سنوات، لكنه، في روحه وقلبه، ما زال يحلم بأن يصبح رئيسا لأفغانستان. ففي الفترة التي سبقت انتخابات 2009 و2014، حاول زلماي خليل زاد الحصول على دعم من الكبار النافذين في أفغانستان لترشيحه للرئاسة، لكنه لم يحقق شيئا". وأوضحت أن "خليل زاد قد عمل في عام 2001، مع إيران لمنع تعيين ظاهر شاه، ملك أفغانستان الراحل، على رأس الإدارة المؤقتة، على الرغم من أنه كان يمكن أن يصبح رمزا للوحدة والتضامن الوطني".
وأفادت بأن "النظام الإيراني كان قلقا من أن الإطاحة بـ "طالبان" واستبدالها بنظام يقوده ملك أفغانستان السابق قد يؤثر على الشعب الإيراني. كما أعطى خليل زاد رسائل كاذبة من الرئيس الأميركي إلى شيوخ البشتون وغيرهم من المجتمعات الأفغانية، ما يعطي الانطباع بأن الولايات المتحدة تعارض تولي زاهر شاه السلطة".
وفي هذا الإطار، رأت صحيفة "الإندبندنت" أن "هذه الخيانة الكبرى ساعدت المصالح الأميركية والإيرانية على حد سواء، لكنها قُدمت على أنها بشرى سارة للأفغان. في السنوات الأخيرة من حياته، أخبر ظاهر شاه أشخاصا مقربين منه أنه حتى نهاية حياته، كان هناك شخصان لم يرغب في رؤيتهما مرة أخرى: خليل زاد ومبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي. في حديثه إلى مجموعة من الناس في دبي، قال الراحل ظاهر شاه إن هذين الشخصين ساعدا في تدمير أفغانستان".
وشددت على أنه "بتدخل الولايات المتحدة وإيران، ضاعت أفضل فرصة لتحقيق الاتفاق والوحدة الوطنية والتضامن في أفغانستان. الحكومة التي جاءت في ما بعد فازت فقط بدعم أميركي وبانتخابات مزورة. خيبة الأمل الوطنية والتنافس بين الفصائل السياسية بهدف القضاء على بعضها البعض دمرا فرصة لبناء دولة فعالة".