أشارت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، إلى أن "الولايات المتحدة وقعت في الفخ الذي نصبه لها "حزب الله" وإيران وسوريا. فناقلة الوقود الإيرانية تتجه صوب لبنان. وقد طلب "حزب الله" الشحنة، بينما تخضع إمدادات المنتجات النفطية من إيران للعقوبات الأميركية".
ولفتت إلى أن "واشنطن في وضع صعب: الأميركيون سيترددون بشدة في فرض عقوبات على لبنان، فيما هم أنفسهم يرغبون في مساعدته للخروج من الأزمة". وأوضحت أن "مصير الشحنة الإيرانية أثار جدلا في بيروت، فتجارة إيران بالمنتجات النفطية تخضع للعقوبات الأميركية. وجرى الحديث عن تفريغ الناقلة في ميناء بانياس السوري، ما يترتب عليه نفقات إضافية ومشكلة لوجستية".
وأوضحت أنه "خشية من أن تستهدف إسرائيل الناقلة الإيرانية، حذرها زعيم حزب من أن الهجوم على الناقلة سيعد تهديدا مباشرا للبنان. كما طالب باستثناء لبنان من العقوبات، والسماح له بالحصول على النفط الإيراني والقيام بمعاملات مع دمشق، على غرار الامتياز الذي تمنحه الولايات المتحدة للعراق للحصول على موارد الطاقة من إيران. ومن القسوة رفض طلب اللبنانيين على خلفية أزمتهم، مع أن ذلك سيقلل من ضغط عقوبات واشنطن على طهران".
ورأت أن "الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله نجح في دفع الولايات المتحدة إلى الجدار. ويرى الخبراء أن "حزب الله" سيفوز، بصرف النظر عما إذا كان الوقود سيدخل لبنان أم لا. ففي حال الفشل سينقل المسؤولية عن مشاكل اللبنانيين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل". واعتبرت أنه "ليس مستغربا تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للصحفيين الأجانب، الأربعاء، بأن لا مصلحة لإسرائيل في "انهيار لبنان" وتريد أن ترى هذا البلد مستقرا".
كما أفادت بأن "وسائل الإعلام اللبنانية نقلت قول السناتور الديمقراطي الأميركي كريس مورفي، بعد لقائه المسؤولين في بيروت: "أي وقود يُنقل عبر سوريا يخضع للعقوبات، وواشنطن تبحث عن طريقة للقيام بذلك بلا عقوبات". علما بأن خيار المساعدة الذي تعرضه واشنطن على اللبنانيين يمر عبر سوريا"، مشيرةً إلى أنه "فور إعلان زعيم "حزب الله" عن إرسال الناقلة الإيرانية، وعدت السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، بمساعدة أميركية في تنفيذ مشروع توريد الغاز المصري إلى محطات الكهرباء اللبنانية عبر الأردن وسوريا.. وهكذا، تكون الولايات المتحدة قد دخلت في سباق مع "حزب الله"، على من يساعد لبنان بشكل أفضل".