انتهجت مصر استراتيجية بترولية وغازية ناجحة، واذكر ان مصر كانت اول بلد عربي يعتمد على الغاز بالمواصلات، واشتركت في مناقصة نقل عام للمديرة العامة للنقل في القاهرة سنة ٢٠٠٠، وكانت تخص انتاج وتجميع ٢٦٠ باص ركاب عملاق يعمل على محركات غازية، وتم تجميعها وانتاجها في معامل نصر في حلوان بالتعاون الفني والتقني واستيراد محركات وهياكل من شركة ايفيكو؛ ولا تزال هذه الباصات تعمل حتى اليوم.
اما في التنقيب والصناعة البتروكيميائية، اكتشفت وزارة البترول وشركة ENI الإيطالية، ابار عديدة واهمها ويعتبر اكبر بئر في شرق البحر المتوسط، الا وهو بئر زهر العملاق والذي يحتوي مقدار ٣٠ تريليون متر مكعب، وايضا إنشاء معامل عملاقة الغاز المسيل يسمح بتصدير الغاز المصري والقبرصي وكذلك السوري واللبناني.
اما تزويد الغاز للبنان فاهميته انه فتح الحدود العربية المقفلة، وفتح باب التعاون في مجال الطاقة عندما هبت مصر لنجدة لبنان العاجز والمحاصر بحرا وارضا وجوا ومنكوب في عاصمته.
ان الغاز المصري العابر للاردن وسوريا، سوف يشكل خلاصا ووفرا يقدر بملايين الدولارات، اذا قارناه بما يتزود به لبنان من الزيت الثقيل باسعار أعلى بكثير.
وايضا تشغيل انبوب غازي جاهز تم انشاؤه واستعماله سنة ٢٠١١، ولم يستعمل بعد ذلك لظروف الحرب السورية وايضا فتح المجال للاستفادة من فائض الانتاج الكهربائي الاردني من انتاج الطاقة الشمسية والمروحية مرورا بسوريا كل هذا بفضل اختراق الغاز المصري الحظر المفروض على سوريا وتباعا لبنان من قانون قيصر الى قوانين ذعر نفسي زرعه الغرب والخوف من اغضابه الكامن في نفوس بعض اللبنانيين ولكن هنالك لبنان آخر مقاوم لا يهاب ويجابه العدو في كل مكان . قرر مجباهته في استجرار سفن من النفط من مصدر إيراني مما جعل الحصار المفروض حصارا" باهتا" لم يعد له معنى" وابتدت الامور والحلول تنجلي أمام لبنان.
ان اقتحام الغاز المصري حدود الاقطار العربية المقفلة هو عودة طبيعية لدور مصر الريادي في العالم العربي ودورها في حماية المصلحة العربية العليا وامن أقتصادها في تفعيل واعادة تشغيل محركات التعاون المصري الاردني السوري اللبناني ومصلحة وامن شعوبها وان يصبح خط سير الانبوب الغازي شريان تسري به المصالحات العربية الواسعة وعودة الاقليم واهله الى علاقاته التاريخية الطبيعية في العبور والتبادل ووحدة المصير السياسي والاقتصادي من فوضة الحروب والمشاريع التدميرية المشبوهة والتي حققت الخراب والدمار الحاضر في بقاع العرب.
ارى ان الخطة المصرية في العبور الى لبنان تشبه بمعانيها ونتائجها ما تحقق لمصر والعالم العربي بعد عبور القوات المصرية المظفر قناة السويس في ٦ اوكتوبر ١٩٧٣ ان لمن يكسر او كسر الحصار على لبنان وسوريا والحصار على التعاون العربي شرف العبور الى العز والمجد من حالة الذل التي يعيشها وطننا العربي واقطاره وشعوبه وما يعانيه شعبنا في لبنان من محل وابتزاز واذلال.
ان نظريات الغرب في الحصار والعقوبات هي نظريات من القرون الوسطى تؤثر سلبا" على حياة الشعوب ولا تؤثر على السياسة او الانظمة فهل يتعلم الغرب من امثولة افغانستان؟
ان سياسة العقاب لشعب بريء لذنب لم يرتكبه هو حماقة تاريخية رجعية بكل من معنى للكلمة لان كل ما فعل هذا الشعب هو طلب الحياة الكريمة والافلات من براثن الفساد والفاسدين المتربعين على العروش الكرتونية.