أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس اللجنة العسكرية في الاتحاد الأوروبي الجنرال كلاوديو غراتسيانو خلال استقباله في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بأي دعم يقدّمه الاتحاد الأوروبي للمساعدة على تجاوز الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، نتيجة تراكم الازمات التي مرّت على لبنان خلال السنوات الماضية، بدءاً من تفاقم آثار الحرب السورية واقفال المعابر البرية نحو العمق الحيوي للبنان وتداعيات نزوح اكثر من مليون و800 الف نازح سوري، إضافة الى الأزمة المالية والاقتصادية وانعكاسات وباء "كورونا" وانفجار مرفأ بيروت.
وأشار الرئيس عون الى الوضع الذي تعيشه المؤسسات الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، وانعكاس الازمة على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وصيانة الآليات وغيرها، داعيا الاتحاد الأوروبي الى المساعدة في هذا المجال نظرا للدور المهم الذي يقوم به الجيش في المساعدة على الاستقرار الأمني الداخلي وعلى الحدود، بالتعاون مع القوات الدولية "اليونيفيل".
وشكر رئيس الجمهورية الجنرال غراتسيانو على المساعدات التي قدمتها دول الاتحاد الأوروبي والمؤتمرات التي عقدت لهذه الغاية، لافتا الى ان امن لبنان واستقراره مهم لأستقرار أوروبا أيضا.
وركّز الرئيس عون على أهمية مساعدة الاتحاد الأوروبي لأعادة النازحين السوريين الى بلادهم لاسيما الى المناطق التي باتت آمنة، وتقديم المساعدات لهم هناك، لأن استمرار توزيعها عليهم في لبنان يؤخر هذه العودة، علما ان لبنان لم يعد قادرا على تحمّل المزيد من التكلفة التي تتجاوز سنويا خمسة مليارات دولار أميركي.
وجدد الرئيس عون التزام لبنان القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701، معتبرا ان ما يحصل من حين الى آخر على الحدود الجنوبية يبقى محصورا في اطار ضيق لا يتجاوز قواعد الاشتباك المعتمدة منذ العام 2006.
وحمّل الرئيس عون الجنرال غراتسيانو تحياته الى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السيد جوزب بوريل، الذي زار لبنان في شهر حزيران الماضي وعبّر عن دعم الاتحاد الأوروبي له في المجالات كافة.
وكان الجنرال غراتسيانو عبّر عن سعادته لزيارة لبنان الذي سبق ان تولّى فيه قيادة "اليونيفيل" بين العامين 2007-2010، لافتا الى ان الهدف هو الاطلاع على الأوضاع، لا سيما الأمنية منها وتقديم الدعم الى الجيش اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
واكد استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم المزيد من الدعم للبنان، مشددا على أهمية الاستقرار فيه وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالساحة اللبنانية. وركّز الجنرال غراتسيانو على أهمية استمرار الاستقرار في لبنان عموما وفي المنطقة الجنوبية خصوصا.