لفتت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني وزيرة الخارجيّة والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، إلى أنّ
"كثافة التطوّرات الّتي شهدتها الأشهر الستّة الماضية على صعيد المنطقة والعالم، تركت آثارها على العديد من البلدان، بحيث بدا أنّنا في سلسلة من التحدّيات الّتي تواجه عالمنا العربي".
وركّزت، خلال إلقائها كلمةً، في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العاديّة 156، على أنّ "مواجهة هذه التحدّيات تكون أقوى وأكثر فعاليّة إذا ما استندت إلى تضامن وتعاون عربي حقيقيّين وشاملين، فنحن في لبنان نؤمن بأنّ ما يصيب الجزء من البيت العربي الكبير، يصيبه كلّه"، مشدّدةً على أنّ "للحقيقة، فإنّ الإنزلاق إلى تقديم التباينات على المشتركات والانقسام على التضامن، كان خطأً فادحًا تدفع ثمنه دولنا وشعوبنا كلّها من دون استثناء، على مستوى الأمن والاستقرار، كما على مستوى الاقتصاد والتنمية والازدهار، والانتقال بدولنا وشعوبنا إلى واقع ومستقبل أفضل".
ونوّهت عكر بـ"مبادرة العراق الشقيق إلى عقد قمّة للتلاقي والشراكة بين عدد من قادة الدول في بغداد، شكّلت مناسبةً للحوار والتفاعل، يمكن أن تؤسّس لمسار نأمل أن يكون شاملًا. كما نرجو، على نطاق أوسع، أن يجري تبني أولويّة المصلحة القوميّة العربيّة العليا في إنهاء الإنقسامات، والإنتقال إلى تقديم حلول سياسيّة، والسعي الجدّي للتضامن والنهوض الاقتصادي والاجتماعي لنضمن حياةً أفضل لشعوبنا". وأوضحت أنّ "الطريق لتحقيق ذلك، بما يرضي ضمائرنا وشعوبنا ودولنا، هو طريق واضح وسهل السلوك، وهو ما نصّ عليه ميثاق جامعة الدول العربية من مبادئ وأحكام، يكفي أن نلتزمها ونطبّقها لكي ننتقل من حال إلى حال".
وأشارت إلى أنّ "باسم لبنان، دولةً وشعبًا، أشكركم جميعًا لهبتكم لتقديم يد العون إلى لبنان، إثر انفجار مرفأ بيروت الكارثي، للمساعدات العاجلة والمستمرّة والمتواصلة لتخفيف تداعيات الإنهيار الاقتصادي والاجتماعي الّذي أصاب وطننا، وأخصّ وأنوّه بالدعم الّذي يتلقّاه الجيش اللبناني والقطاع الصحي". ولفتت إلى أنّ "لعلّه، في هذه الأيّام السوداء الاقتصاديّة الصعبة الّتي نعيشها، ومن نتائجها انقطاع الكهرباء في لبنان وشحّ الطاقة، برز بريق أمل يعيد النور إلى وطننا واقتصاده، وذلك عبر المساعي المبذولة مع كلّ من الأشقّاء في مصر والأردن وسوريا لإنجاح استجرار الغاز والكهرباء؛ وهذا من شأنه أن يشكّل دفعًا للمضي قدمًا في مزيد من التعاون الطاقوي".
كما أكّدت أنّ "كلفة استضافة الأشقّاء النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، إضافةً إلى انعكاسات جائحة "كورونا"، وتضعضع السياسة اللبنانيّة وانعكاسها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيء، جعلت من مواجهة هذا القدر من التحدّيات المتلاحقة، أمرًا يتخطّى قدرات لبنان على التحمّل، لا بل بات سابقة غير مشهودة في التاريخ، ممّا جعل لبنان واللبنانيّين بنسبة 75 في المئة يرزحون تحت خط الفقر؛ مسجّلًا كذلك سابقة لم يشهدها لبنان على مدى 100 عام".
وذكرت عكر أنّ "لبنان لا يزال يعاني من الانتهاكات الإسرائيليّة والخروقات اليوميّة والمتزايدة، على نحوٍ يرهب اللبنانيّين في المناطق المأهولة كافّة، من دون رادع إقليمي أو دولي، حيث يصرّ العدو الإسرائيلي على سياسته العدوانيّة والدفع نحو التصعيد واستخدام الأجواء اللبنانيّة للاعتداء على سوريا. كما لا يزال رافضًا الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وفقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة 425 و1701 في مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر". وركّزت على أنّ "الصّمت الدولي عن هذه الخروقات والإعتداءات يشجّع العدو الإسرائيلي على الإمعان والإستمرار في انتهاكاته لقرارات الشرعيّة الدوليّة. ونحن نعوّل على الموقف العربي الموحّد دعمًا للبنان بمواجهة غطرسة العدو الإسرائيلي".
وأعلنت أنّه "لا بدّ من تأكيد أهميّة وحدة الصفّ والموقف الفلسطيني، كضرورة للدفع نحو حلّ ينطلق من مبادرة السلام العربيّة الصادرة عن قمّة بيروت 2002، بكامل مندرجاتها والحافظة للحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخصوصًا القرار رقم 194، مع الإشارة الى أهميّة الاستمرار في دعم تمويل "الأونروا" ودورها وصلاحيّاتها وفق التفويض الممنوح لها في قرار إنشائها، كي تفي بتقديماتها الإنسانيّة الأساسيّة تجاه اللاجئين الفلسطينيّين".
إلى ذلك، أعربت عكر عن أملها أن "يساهم اجتماعنا اليوم ولقاؤنا، في التقدّم خطوات إلى الأمام، على طريق تعزيز التعاون والتفهّم والتفاهم والتضامن، لما فيه خير دولنا وأمّتنا العربية. وفي الختام، نتمنّى منكم تشكيل وفد عربي لزيارة لبنان، للوقوف بشكل موضوعي على الأوضاع فيه".