يومياً تحطّ مئات الطائرات الخاصة في مطار لو بورجيه في باريس، ومن المعلوم أنها جميعها طائرات خاصة تابعة لرجال أعمال وسياسيين ومن النادر أن يتم إعتراضهم أو إزعاجهم بأي نوع من الإجراءات.
أحد زوار المطار المذكور كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حطّ بطائرة خاصة مملوكة من شركة طيران الشرق الأوسط MEA، الزيارة الأخيرة لم تكن كسابقاتها حيث تمّ تفتيش الطائرة وحقيبة سلامة وتم العثور على سبعين ألف يورو بينما صرح أنه يحمل خمسة عشر ألف يورو فقط... فلماذا؟.
تشير مصادر مطلعة الى وجود إنعطاف في مسار التحقيقات الفرنسية التي تشرف عليها القاضية أود بوريسي والتي أعطت التعليمات للشرطة القضائية الفرنسية بالقيام بما يلزم لتفتيش الطائرة... فمن هي هذه القاضية؟.
من هي أود بوريسي؟
"حتى تدرك جدّية الملف يجب النظر الى من يتعاطى فيه وما هي نوعية الاجراءات التي تتخذها". بهذا الكلام تختصر المصادر كلّ المشهد، واصفةً القاضية اود بوريسي "بالقاسية"، التي يحفل تاريخها "بالمعارك الشرسة" بوجه أهمّ الشخصيات ومنهم الرئيس الفرنسي السابق الفرنسي نيكولا ساركوزي حيث قامت بملاحقته والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ في سنتين منهما وذلك لادانته بتهم فساد"، لافتة الى أن "ساركوزي هو أول رئيس سابق يُحكم عليه بالسجن ويعدّ هذا الحكم القضائي تاريخيا في فرنسا ما بعد الحرب".
وليست قضية الحكم على ساركوزي هي الوحيدة التي تسطّر في سجل أود بوريسي. وهنا تتحدث المصادر عن أن القاضية الشهيرة لاحقت أيضا فرنسوا فيّون في فضيحة الوظائف الوهمية لزوجته في العام 2017 وتسببت بمنع ترشحه الى رئاسة الجمهورية في فرنسا، وساهمت بشكل أو بآخر بوصول إيمانويل ماكرون الى سدّة الرئاسة الفرنسية.
"ورطة" سلامة!
المعروف عن القاضية أود بوريسي أنها تتعاطى بالملفّات الماليّة وقضايا الفساد الكبرى. وتشير المصادر الى أنّها "أوقعت رياض سلامة في ورطة كبيرة، فبعد تفتيش الطائرة وإيجاد المبالغ الماليّة، أصبح الأخير تحت مجهر القضاء الفرنسي"، لافتة الى أن "كلّ أصدقائه في باريس يتجنّبون التحدث معه خوفاً من التنصّت"، تذهب المصادر أبعد من ذلك لتجزم أن "ملفّ رياض سلامة في فرنسا وضع على سكّة الحسم النّهائي ولو أنّه يصعب تحديد مهلة زمنيّة لإنتهاء التحقيق وإصدار الحكم".
اجراءات متبعة
وتشرح أن "القضاء الفرنسي وفي خضم تحقيقاته قد يصل حتماً الى حدّ إستدعاء سلامة وإستجوابه، فيكون أمام خيار من إثنين: إما الإعتراف، وإعترافه سيكون على طبقة سياسية شريكة في كلّ ما قام به، وقد تلجأ فرنسا عندها الى منحه صفة "اللاجئ"، أو قد يختار السكوت وعندها ستُتّخذ بحقّه العقوبات اللازمة"، لافتة الى أنّ " سلامة يحمل الجنسيّة الفرنسيّة، وبالتالي في أيّ لحظة يُمكن أن تصل فيها التحقيقات الى مكان يستوجب توقيفه قد تصدر مذكرة توقيف فرنسيّة بحقه، ولا أحد يعلم التوقيت أو المدّة الزمنيّة".
بالنظر الى سجّل القاضية أود بوريسي وما قامت به أو لناحية تعاطيها مع تفتيش طائرة رياض سلامة، تختصر المصادر المشهد بالقول "c’est Fini il va Tomber c’est une question de temps"... فهل ينجح القضاء الفرنسي حيث فشل القضاء اللبناني الذي وحتى الساعة لم نجد أيّ إجراء عملي في كلّ التحقيقات التي قام بها؟.