عرض رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، مع وفد من نقابة المعلمين في المدارس الخاص برئاسة النقيب رودولف عبود، أوضاع المعلمين في القطاع التربوي الخاص، وأهم المشاكل التي يعاني منها هؤلاء في ظل الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان.
في مستهل اللقاء النقيب عبود مطلعًا الرئيس عون على ابرز المشاكل التي يعاني منها القطاع التربوي الخاص في ظل الاوضاع الراهنة، والتي "دفعت بآلاف المعلمين الى هجرة القطاع التربوي او هجرة الوطن بحثاً عن فرصة عمل تلبي بعض حاجات العيش الطبيعي، خصوصاً بعد الوعود التي تلقوها حول إعطائهم الدرجات الست التي كانت ولا تزال تذهب ادراج الرياح، وقد امتدت ازمة المعلمين حتى الى ما بعد تقاعدهم، وحرم من تقاعد بينهم من حقوقه في القانون 46 وفي الدرجات الست وما زالت المعاناة مستمرة".
واشار عبود ايضاً الى معاناة المعلمين من ناحية انعدام قدرتهم على الحصول على الاستشفاء بعد ارتفاع الكلفة المالية لذلك. ورأى ان على المسؤولين التربويين عن المدارس الخاصة تنفيذ القانون 46 وإعطاء الدرجات الست لجميع المعلمين والاساتذة، كما تسديد المتأخرات الناتجة عن عدم تطبيق هذا القانون، وإعطاء حوافز مالية اضافية للمعلمين وتطبيق بدل النقل الجديد .
ولفت إلى أن على "المسؤولين السياسيين تشكيل الحكومة القادرة على اعادة النهوض بالبلد لتتمكن من القيام بواجباتها الوطنية في ظل الظروف الصعبة، ولجم الارتفاع الجنوني للدولار وإعادة ما امكن إعادته من القيمة الشرائية لعملتنا الوطنية والقيام بالاصلاحات اللازمة، إضافة الى تأمين المحروقات للمعلمين للانتقال الى المدارس عبر قسائم شهرية، وإصدار البطاقة التمويلية كجزء متمم لتصحيح الرواتب والاجور، وإقرار مشروع قانون الـ 500 مليار ليرة لبنانية للتعليم في القطاعين الرسمي والخاص، كما اقرار قانون دعم التلميذ في المدارس الرسمية والخاصة بمليون ليرة لبنانية، اضافة الى دعم المؤسسات الضامنة وخصوصاً صندوق تعاضد افراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، والضغط على مصرف لبنان وجمعية المصارف لتحرير رواتب المعلمين الذين هم في الخدمة ورواتب وتعويضات المعلمين المتقاعدين".
وبعد اللقاء صرح النقيب عبود بالآتي: "تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس الذي يعطي الاولوية لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها لبنان، ولاسيما مشاكل القطاع التربوي والمعلمين، وقد نقلنا اليه الهموم التي يعلمها فخامته وسيتابع الموضوع مع المراجع المعنية والمختصة، وابدينا استعدادنا للمساهمة والمساعدة في انعقاد المؤتمر التربوي الذي دعا اليه، وحرصنا على مؤسساتنا التربوية كما على الاهل والطلاب. وفي الحقيقة نحن نخرج من اجتماعنا مع فخامة الرئيس مطمئنون بأن المشاكل التي عرضناها امامه ستلاقي الاهتمام الكافي والحلول الناجعة، ونتمنى أن يتسهل تشكيل الحكومة وتنفذ الاصلاحات المطلوبة وان تتعاون كل العائلة التربوية في ما بينها. "
وسئل النقيب عبود عن مصير العام الدراسي، فأشار الى أن "جهودنا تنصب كي نعود الى تطبيق العودة الحضورية، وهذه رغبتنا وارادتنا، ونحن نعلم ايضا ان هذه العودة توفر على الاهل المشاكل التي عانوا منها خلال السنتين الماضيتين. ولكن هناك معوقات بسيطة تحتاج لحلها الى ارادة من قبل المعلمين كما من قبل المؤسسات التربوية والمسؤولين المعنيين لأنه في ظل الظروف التي يعيشها المعلمون اليوم، تعتبر العودة الحضورية كالاشغال الشاقة. فالمعلمون هم جزء من المجتمع وحاجاتهم اليوم متزايدة في ظل هذه الاوضاع وبالتالي كي يتمكنوا من الذهاب الى مدارسهم والعودة منها، فإنه معلوم ما هو الحل كما ما هي المشكلة . نحن وضعنا الرئيس عون في اجواء هذه المشاكل ومساعي النقابة واستعدادنا الدائم لملاقاة المؤسسات التربوية الخاصة على خلفية حرصنا عليها لأنها تضم أكثر من 70 او 80% من المجتمع اللبناني."