اعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي، أن "من الأكيد ان من جعل اللبنانيين ينتظرون 13 شهرا، لا يمكن ان يكون هدفه الخروج من الازمة وانتاج تصور سياسي وانقاذي واضح لوضع لبنان على سكة سليمة اقتصاديا واجتماعيا، الفراغ الذي حصل اطول مما تبقى لهذه الحكومة، اي 8 أشهر. لا اعلم كيف لها ان تقوم بما هو مطلوب منها اي اعادة اعمار المرفأ وبيروت وحل ازمة الكهرباء ووقف النزف الاقتصادي والاجتماعي والتحضير للانتخابات النيابية ووفق اي تصور وتوازنات وانسجام بين مكوناتها".
ورأى ان "الفريق الرئاسي وحزب الله عينهما على الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية أكثر بكثير من الاصلاحات والانجازات الحكومية، ومن الصعب تقدير وزن المحاصصة والتفاهمات الخارجية التي افضت الى ولادة الحكومة، والأكيد ان ايران مهتمة بالملف اللبناني ولديها ذراعها أي حزب الله، وفي المقابل فرنسا مهتمة ايضا ولكن من زاوية الخوف من انهيار لبنان وتعتبر ان لديها مسؤولية معنوية تجاهه. في نفس الوقت لم يتغير الكثير على المستوى الداخلي والخارجي منذ 13 شهرا حتى اليوم، فما المعطى الذي دخل ودفع ايران وفرنسا الى التناغم في هذا الملف والضغط على من تمونان عليهم؟ لماذا لم يتم ذلك من قبل خلال تكليف السفير مصطفى اديب ومن بعده الرئيس سعد الحريري؟ لماذا اليوم؟".
وتابع: "السنوات الخمس من عهد الرئيس ميشال عون كانت كارثية على لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. مقاربة الرئيس عون وحزب الله بشأن تأثير الخارج السلبي على لبنان هي مقاربة مبالغ فيها تظهر تهديدا وهميا لتظهر بعدها انتصارا وهميا، فعن اي حصار يتحدث حزب الله وعون؟ فالمنظومة الحاكمة هي من عزلت لبنان عن محيطه الاقليمي والدولي. هي ايضا من أخذ القرار بدعم مواد ما ادى الى استنفاد كل العملات الصعبة وعدم توفر هذه المواد للمواطنين. كما انها مسؤولة عن وصول الدولار الى 20 الف ليرة. لماذا القاء اللوم على شبح ما، فيما المسؤولية عند السلطة الحاكمة؟".
وأضاف: "هناك نوع من المبالغة بربط الملف اللبناني بالملفات الدولية الكبرى، هذا لا يعني ان دولة كإيران لا تستخدم لبنان كورقة بيدها وقد تستعملها في مفاوضاتها الدولية من دون التخلي عنها. لكن ان نربط لبنان وتشكيل الحكومة بمفاوضات فيينا فهو أمر مبالغ فيه لأن هذه المفاوضات مستمرة منذ سنوات. فرنسا كانت الاكثر تشددا في مفاوضات فيينا، وبالامس القريب كرر الرئيس ماكرون ان المسألة ليست فقط الملف النووي بل ايضا البالستي وادوات ايران في المنطقة واشراك الدول الاقليمية في المفاوضات، وربما الوضع المأزوم في الداخل اللبناني ولدى بيئة حزب الله دفع الى السير بالتأليف، وكل ما تحدث عنه الحزب من بطاقات "سجاد" و"القرض الحسن" وغيرها تبين انه لا ينقذ بيئته في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الشامل في كل البلاد، لذا فإن التوقيت قد حان للحد من الخسائر على فريقه".
ورأى أنه "منذ 17 تشرين الى 4 آب، لم يقوموا بأي شي مجد، بل كل التدابير التي اتخذت كان مفعولها سلبيا. ان نصف الوقت في آخر 15 سنة كان فراغا اما رئاسيا او حكوميا أو تعطيليا عبر التظاهرات واغلاق بيروت، مرة بحجة توزير الصهر ومرة للتصدي لحكومة بتراء ومرة بسبب ما اسموه شهود الزور، والنتيجة اوصلوا البلد الى ما هو عليه نتيجة أداء وحسابات لم تأخذ بالاعتبار مصالح الشعب".
وسأل: "هل تشكيل الحكومة كما جرى وبعد 13 شهرا تعطيل يخدم الدولة اللبنانية وهيبتها ومصالح المواطنين ومنهم المسيحيون؟ بالتأكيد لا. يظهر من تصاريح الرئيس عون وفريقه وكأنهم حققوا انجازا بالحصول على حصة وازنة في الحكومة، فلماذا لم نر ذلك في الحكومات السابقة في عهده؟ من يتحدث عن انه حصل على حصة وزارية وازنة عليه ان يتحمل مسؤولياتها وان يحاسب عليها".
وأردف بو عاصي: "أتتنا اتصالات دولية عدة من اجل استطلاع مدى استعدادها للدخول في الحكومة، فأكدنا اننا في صفوف المعارضة ولن نشارك في أي حكومة في ظل هذا العهد. ان مقاربتنا لمفهوم المعارضة كقوات لبنانية خاصة"، مشيرا الى أن "لدى الناس قلق كبير وفقدان ثقة باداء الدولة واجهزتها والاكثرية الحاكمة، وبالتالي لا اتوقع الكثير من الحكومة". كذلك، اعتبر أن "ما وصل اليه لبنان آخر 5 سنوات يدفعنا الى التطلع للخروج من عهد العماد ميشال عون بأسرع وقت ممكن".
وردا على سؤال، أكد أن "أسوأ ما حصل في موضوع الباخرة الايرانية هو استفزاز وكسر هيبة الدولة. يتحدثون عن 3 بواخر ولبنان بحاجة لأكثر من 300 باخرة سنويا. في المقابل، هناك مسار انبوب الغاز واستجرار الكهرباء بين مصر والاردن ولبنان وعبر سوريا. هذه المبادرة اميركية ويعملون عليها منذ سنة. للاسف بعد 11 سنة انتظرنا ان تأتي السفيرة الاميركية الى بعبدا وتتحدث في هذا الموضوع. فأين هو إنجاز الاكثرية الحاكمة اي حزب الله وعون في ذلك؟ واذا اراد الرئيس عون التوجه الى سوريا، من حقنا ان نعرف كنواب وكفريق سياسي الى ماذا يهدف من هذه الزيارة، فمدخل الازدهار الاقتصادي اللبناني ليس سوريا، فسابقا زار سوريا ولم يحدث تغييرا بملف النازحين الى ملف المفقودين والاسرى، وان تكرر الامر هذه المرة، فالخيبة ستكون كبيرة".
ولفت بو عاصي الى أن "ما اطلق اليوم منصة للتسجيل للبطاقة التمويلية وليس بطاقة تمويلية. والسؤال من اين التمويل؟ ان كنا نتحدث عن حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي فهو لم يوافق بعد على ان تخصص لهذه البطاقة. الاساس وجود مرجع دولي لادارة الملف. البنك الدولي مستعد ان يساهم ولكن له تجربة سيئة مؤخرا مع اضافة ملحق على الاتفاقية المتعلقة بال246 مليون دولار من قبل الجانب اللبناني دون ابلاغه. هذا المبلغ مجمد الآن. يجب ان يساهم البنك الدولي بالادارة ومطلوب وضع آلية جدية ولكن لدي شكوك بذلك".