أوضحت مصادر "القوات اللبنانية" أن لا تناقض في الموقف الأساسي من حكومة نجيب ميقاتي . فمنذ سنتين حتى اليوم لم تكن مشكلة القوات مع الرؤساء المكلفين أو مع الحكومة. بل بالعكس، "لو انّ حكومة حسان دياب لم تُمنح الثقة من قبل القوات لم يُكلف رئيسها من قبلنا، لكن في الوقت نفسه، قلنا: إذا نجحت سنصفق لها وإذا أخفقت سنواجهها، وهكذا حصل. والأمر نفسه ينطبق اليوم مع الحكومة الحالية، حيث أوضح رئيس حزب القوات سمير جعجع مرة جديدة أنه اذا اخفقت حكومة ميقاتي سنواجهها وإذا أحسنت سنُثني على عملها، لكن في الوقت نفسه اكد ان المشكلة الأساسية التي سلّطت القوات اللبنانية الضوء عليها باكرا، أي منذ 2 أيلول 2019، تكمن في الفريق المُمسِك بالقرار السياسي، بمعزل عمّن يكون داخل الحكومة. وطالما ان هذا الفريق يمسك بالقرار السياسي فلا أمل من هذه الحكومة ومن قدرتها على تحقيق أي إنتاجية وأي فعالية، وبالتالي إنّ لبّ المشكلة الموضوع يَتركّز هنا".
ولفتت إلى ان "الفريق الذي أوصل لبنان إلى الانهيار هو الفريق ذاته الذي يرفض الإصلاح. لذلك برأينا، لا يمكن ان نستمر في هذه الممارسة، بل يجب ان نتجه إلى نمط آخر من التعاطي وأسلوب آخر من الحكومات. دعونا إلى ضرورة كَف يد كل القوى السياسية والاتيان بحكومات اختصاصيين مستقلين. هذا الأمر لم يتحقق، فأوتي بحكومة اختصاصيين لكن غير مستقلين وهو ما جعل الأزمة تراوح مكانها. والسؤال الذي يجب أن يطرح، لماذا لم تتمكن حكومة حسان دياب من أن تحقق أي تغيير؟ ما هو التفسير لفشلها؟".
وأضافت "التفسير الوحيد، هو أنّ الفريق الحاكم يُعطّل، ويحول دون تحقيق الاصلاحات على صعد مختلفة، يحول دون إقفال المعابر غير الشرعية، ودون ضبط المعابر الشرعية، ودون التفاوض الجدي مع صندوق النقد الدولي، ودون التجاوب مع المطالب الدولية. لذلك، من السخافة النظر إلى موقف القوات بموقفٍ من هنا وآخر من هناك، فمواقفها ثابتة وواضحة، أمّا المشكلة بالثنائي التيار و"حزب الله"، وهو الفريق المُمسك بالقرار. وهذا ما يفسّر مطالبة القوات بانتخابات نيابية مبكرة، لأن الانتخابات يُفترض ان تؤدي إلى تغيير هذا الفريق الحاكم والاتيان بفريق جديد يفسح في المجال أمام إدارة جديدة للحكم".
أما في ما خص الثلث المعطّل، وما اذا كان مضمراً أو غير مضمر، فرأت مصادر "القوات" أنه لا شك ان ميقاتي نجح بتوليفة معينة على مستوى الحكومة، لكن المشكلة بالتحالف بين الرئيس ميشال عون وحزب الله، وهذا الثلث موجود بطبيعة الحال من خلال هذا التحالف القائم على تعطيل الاصلاحات.