أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في قداس مع أكاديمية بشير الجميل، إلى أن "بشير قويٌّ بالمفهوم السياسيّ، ومنقذٌ وطنيّ شامل، ونظيفٌ بتجرّده وهيبته وشخصيّته، وجامعٌ بتعاليه على حزبيّته وفئويّته وطائفته وصار رئيسًا لكلّ اللبنانيّين. كان الإلتفاف الوطنيّ حوله ظاهرةً خاصّة، وقد أصبح بعد ساعات قليلة من انتخابه زعيم من خاصموه كما زعيم من أحبّوه فتركوا خلافاتهم وأيّدوه. وهو رئيس موحِّدٌ أعاد بناء دولة لبنان الكبير والمستقل والمقاوِم؛ واستوعب كلّ الأحاسيس والحساسيّات اللبنانيّة. أيّده الشعب أساسًا لعفويّته وصدقه وتجرّده من المصالح والحصص، وتأييد الشعب أصدق من تأييد القيادات".
ولفت الى أن "بشير الجميل مثل ومثال لكلّ من يرغب في الحكم، أكان رئيسًا، أم سلطة تشريعيّة، أم حكومة. إختار بشير حَلَّ المشاكل على إدارةِ الأزَمات، والتحالفاتِ على التسويات، والتحالفاتِ الوطنيّةَ على التحالف الطائفيّ، والتزام المبادئ أساسًا للعمل. ما كان يَسمحُ للمؤقت أن يكون دائمًا. كان يملِك القدرةَ على قلبِ المعادلاتِ لا الخضوع لها. كان مع الشعب في كلّ الأوقات. كان مع الناس على تواضع وبساطة حياة، وهو المثل والمثال في مقاومته التي هدفها حماية لبنان من كلّ إعتداء وتحريره من كلّ ولاء لبلدٍ آخر، وتحرير قراره، والحفاظ على نظامه الديمقراطي والشراكة الوطنيّة. ما كان بشير ثوريًّا أو انقلابيًّا، بل مقاومًا يؤمن بالتغيير من خلال التراث الوطني والقيم الإنسانيّة".
وأضاف البطريرك الراعي: "حدود مقاومته وقفت أمام المجلس النيابي والقصر الجمهوري والنطام اللبناني والميثاق الوطني. وحدود علاقاته الخارجيّة وقفت عند حدود مصلحة لبنان العليا وعلى باب السيادة والإستقلال. لم يشعر أنّه مَدين إلا للمقاومين والشهداء والناس ذوي الإرادة الحسنة".
وشدد البطريرك على أن "وصية بشير الجميل لنا أن نعيد للدولة كيانها ووحدتها وهيبتها ولبنانيّتها خشية أن نذهب فرق عملة في لعبة الدول. نحن لا نعتقد أن القوة العسكرية قادرة على حماية لبنان بمنأى عن "لبْننة" القرار الوطني. لا بل إن القوة العسكرية التي يملكها هذا الفريق أو ذاك خارج إطار الشرعية، تجلب الحروب لا السلام. القوة هي حماية مرحلية، بينما السلام هو الحماية الدائمة. كلّ دولة مهما عظمت تبقى محدودة القوّة في غياب السلام".