أشارت مصادر دبلوماسيّة في العاصمة الفرنسية، في حديث إلى صحيفة "الجمهوريّة"، إلى أنّ "باريس تنظر بارتياح إلى التزام الحكومة اللبنانية المبادرة الفرنسية، وتنتظر أن ترى ترجمةً عمليّةً عاجلةً لهذا الالتزام".
ولفتت إلى أنّ "الحركة الدبلوماسيّة الفرنسيّة الّتي تكثّفت في الآونة الأخيرة في اتجاه مختلف المرجعيّات السياسيّة وغير السياسيّة في لبنان، صَبّت في هذا الاتجاه، إضافةً إلى التأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، خصوصًا أنّه الاستحقاق الّذي ينظر إليه اللبنانيّون كفرصة لإعادة بناء الحياة السياسيّة في لبنان على أسس سليمة".
وأكّدت المصادر أنّ "على رغم انشغال المستويات الفرنسيّة الرسميّة بأزمة الغوّاصات الفرنسيّة لأستراليا، الّتي اشتعلت بين واشنطن وباريس، فإنّ لبنان ما زال يحتلّ أولويّة المتابعة الفرنسيّة، سواء من الإيليزيه أو وزارة الخارجية الفرنسية. وبالتالي، فإنّ هناك تعويلًا فرنسيًّا كبيرًا على نجاح الحكومة في تنفيذ برنامج المهمّة المحدّد لها".
وأوضحت أنّ "هذا الأمر مرتبط نجاحه بانتهاج سلوك جديد في الحكم، يقوم أوّلًا على منح الحكومة فرصة للعمل بحريّة وفق ما تقتضيه أولويّات معالجة الأزمة، من دون إعاقتها بمداخلات سياسيّة تفرّغ الهدف الإصلاحي المنشود من معناه الحقيقي. ويقوم ثانيًا على أن تثبت الحكومة نفسها كفريق عمل متجانس، كما أعلن رئيسها نجيب ميقاتي، وليس فريق عمل تُديره المرجعيّات السياسيّة وفق أهوائها وحساباتها السياسيّة والحزبيّة".