لفتت صحيفة "الأخبار"، إلى أنّ "بعض المعلومات تحدّث أخيرًا عن أنّ الرياض طلبت قبل نحو ثلاثة أسابيع من أيمن الحريري، شقيق رئيس الحكمة السابق سعد الحريري، مغادرتها هو وعائلته بصفتهم غير مرغوب في وجودهم على أراضيها، بعد مصادرة منزله، على أن يتوجّه حصرًا إلى أبو ظبي".
وأوضحت أنّ "ذلك نجَم عن تدابير اتّخذتها السعوديّة لاستيفاء ما يترتّب لها في ذمّة سعد الحريري وممتلكات شركة "سعودي أوجيه" البالغة 4 مليارات دولار أميركي، هي ديون على الشركة والشركاء فيها، بينهم أيمن شريك شقيقه"، مشيرةً إلى أنّ "السعوديّين برّروا هذا الإجراء بأنّه جزء من مسار قضائي بحت لا علاقة للسياسة به، مرتبط بديون في ذمّة رئيس الحكومة السّابق الّذي لا يزال يتمتّع وشقيقه بالجنسيّة السعوديّة؛ آخر ما تبقّى له من إرث والده المُهدَر".
وركّزت الصحيفة على أنّه "ليست في ذلك محنة الحريري فحسب. نشب أيضًا خلاف بينه وشقيقته هند، بعدما طالبته بمبلغ 80 مليون دولار، هي حصص صغيرة لها في "بنك البحر المتوسط" وشركة "سعودي أوجيه"، متخلّفًا عن تسديدها لها. قاضته في باريس، وحصلت على حكمَين قضائيَّين بالتنفيذ الفوري. لأنّه لم يفعل، حصلت على قرار قضائي ثالث بحجز طائرته الخاصّة، ما إن تحطّ في أيّ من مطارات الاتحاد الأوروبي".
وذكرت أنّه "عندما خسر تكليفه أمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عام 2011، بفارق ثمانية أصوات محضتها الأغلبيّة النيابيّة لنائب طرابلس، ترك الحريري لبنان وغاب قرابة سنتين، قبل أن يعود على أبواب تكليف رئيس الحكومة السابق تمام سلام تأليف الحكومة عام 2013. ها هو السيناريو نفسه يتكرّر"، شارحةً أنّ "غداة اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة في 15 تموز، غادر الحريري بيروت متنقلًا ما بين أبو ظبي حيث عائلته ودبي".
كما شدّدت على أنّ "الرياض قد تكون هي الامتحان الفعلي، الأوّل خصوصًا، للحكومة الجديدة ورئيسها، أوّل مَن يُفترض أن يعيد وصل الخيوط المقطّعة، ويوفّر ضمانات الاطمئنان الّتي يصعب التعهّد بها في ظلّ موازين قوى داخليّة، اللّاعب الرئيسي فيها "حزب الله". لم يكن أسف رئيس الحكومة وحزنه قبل أيّام قليلة، على "انتهاك سيادة لبنان" من جرّاء إدخال نفط إيراني إلى الأراضي اللبنانية في معزل عن الحكومة الوطنيّة، سوى أحد مؤشّرات تعذّر الإيفاء بتعهّدات صارمة تطلبها السعوديّة من لبنان كي تساعده".