اعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد ان الحكومة وبيانها الوزاري ليست لديهما رؤية وطنية للنهوض بلبنان واستخلاص الدروس والعبر من الماضي، ورأى انهم يتجاهلون كليا مطلب التغيير والمحاسبة، وكأننا أمام حكومة اعادت إنتاج السلطة، ولكن بوجوه مختلفة، مشيرا الى ان تركيبة تشكيل الحكومة في لبنان خضعت لإرادات دولية ولتسويات داخلية بين افرقاء السلطة الحاكمة، وهذا يعني اننا عدنا الى المحاصصة من جديد، معتبرا ان "البيان الوزاري عبارة عن مجموعة وعود ورهانات على مساعدات ننتظرها من الخارج".
وفي حديث صحافي، شدّد سعد على أن "الحكومة لا تمتلك برنامجا وطنيا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي لتطوير لبنان ونظامه السياسي، نحن دولة عصرية وديمقراطية، ولبنان لا يحتمل حيادا قاتلا، ولا إلحاقا أو تبعية مدمرة، لدوره الإيجابي في المجال العربي"، معتبرًا أن " هوية لبنان ضائعة، ويجب ان يستعيدها، بالاستناد الى التاريخ والجغرافيا وللانتماء العربي ولمصالح شعبه".
وتابع :"للأسف هذه الاعتبارات غائبة عن رؤية الحكومة وتفكيرها، واليوم وفي ظل أزمة خطيرة ووجودية تهدد لبنان بكيانه وبأمنه واستقراره، جاءت حكومة على رأسها رئيس حكومة قدرته تكمن في التسويات فقط، واللعب على الحبال، ويبدو ان سياسة الحكومة ستكون تلفيقية تخضع البلد في المرحلة المقبلة للتبعية، ولهذه الاعتبارات وغيرها لم نعطها الثقة، لاسيما تلك المرتبطة بالسياسات الداخلية وبحقوق الناس".
وردا على سؤال حول استعادة لبنان الثقة العربية، اشار الى انه تقدم باقتراح حول السياسة الخارجية للبنان، مؤكدا ان أي سياسة خارجية هي انعكاس للواقع الداخلي، لذلك هناك شيء يجب ان يقوم به لبنان، وهذا امر طبيعي وتعبير عن حقيقة هويته، وهذا لا يعني الانخراط في سياسات لها علاقة بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي، نحن ضد التطبيع، وأعتقد ان هذا هو موقف جميع الشعوب العربية، منوها بموقف الكويت التي ترفض كل أشكال التطبيع مع اسرائيل، معتبرا ان لبنان قادر على ان يكون كالكويت في سياسته الخارجية، داعيا الدول العربية الى الاقتداء بالكويت.