لفت مصدر سياسي لـ"الشرق الأوسط" إلى انه لا يحبّذ اصطفاف الوزراء وراء القوى السياسية التي كانت وراء اختيارهم، خصوصاً أن الأجواء السياسية التي سادت الجلسة النيابية لمناقشة بيان الحكومة والتصويت على الثقة لا تدعو للتفاؤل لأن معظم النواب الذين تكلموا في الجلسة أحجموا عن مناقشة البيان الوزاري واستبدل بذلك عرض برامج كتلهم الانتخابية وتصرفوا كأن الانتخابات النيابية حاصلة بعد أسابيع.
وأكد أن المنازلة الأبرز كانت بين النواب المنتمين لتكتل "لبنان القوي" برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، والآخرين المنتمين إلى كتلة "الجمهورية القوية"، لافتا إلى أن "الحدة التي تميّزت بها هذه المنازلة هي عيّنة لما سيكون عليه الوضع في الشارع المسيحي مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية من دون التقليل من السخونة التي تتحكم بموقف حزب الكتائب الذي هو على خصومة مع الفريقين ولا مجال لعقد تحالفات ثنائية أو ثلاثية ما دام الكتائب يحرص على الانفتاح على الحراك المدني رغم أن الآراء داخل الحراك على تباين حيال هذا التحالف.
وأشار المصدر السياسي نفسه إلى أن موقف حزب "القوات" من المنظومة السياسية لم يتبدّل، ووتيرة الخلاف بين الفريقين إلى تصاعد وإنما بتحييده لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدم شموله بالحملات، وإلا لم يكن رئيسه سمير جعجع مضطراً للدفاع عنه بطريقة غير مباشرة بقوله إنه لا ثلث ضامناً أو معطلاً في حكومته.
وعزا المصدر نفسه عدم تسمية "القوات" ميقاتي لرئاسة الحكومة أو منح حكومته الثقة إلى جملة اعتبارات، أبرزها أن جعجع تعامل مع ميقاتي كما تعامل مع رئيس الحكومة الستبق سعد الحريري حرصاً منه على عدم الوقوع في خيار التمايز بينهما لمصلحة ميقاتي لئلا يؤدي تمايزه إلى تعميق الهوّة بين القوات وتيار المستقبل في ظل انقطاع التواصل بينهما الذي زاد من الخلاف بين الفريقين.