لفت راعي أبرشية بيروت المارونية، المطران بولس عبد الساتر، خلال ترؤّسه قدّاس عيد القديسة تقلا، في كنيسة مارت تقلا في الحازمية، إلى أنّ "هذه الصبيّة الّتي كان ينتظرها مستقبل مهمّ، قرّرت التخلّي عن كلّ شيء واختارت يسوع المسيح، فقط لأنّها تعرّفت إليه بالعمق، فاختبرت يوميًّا وجوده وعمله في حياتها وحياة الّذين هم من حولها، وآمنت بكلّ ثقة أنّ الحياة الّتي كانت تنتظرها معه أفضل من تلك الّتي أعدّها لها والداها ومحيطها".
وأشار إلى أنّ "القديسة تقلا شهدت للمسيح حتّى الاستشهاد، ليس حبًّا بالموت بل لأنّها أدركت أنه، في لحظة الاستحقاق، يختار المسيحيّون الحقيقيّون الشهادة للربّ مهما كلّف الأمر من ضيقات واضطهادات، فكلّ شيء يهون من أجله، هو الّذي تجسّد وتألّم ومات وقام من أجل خلاصنا". وذكر أنّ "القديسة تقلا قالت نعم للشهادة، لأنّها كانت مؤمنة ومتأكّدة أنّ ساعة الموت هي ساعة الدخول إلى العرس، فيما نحن المسيحيّين ننسى أحيانًا هذه الحقيقة، وننسى أنّ يسوع هو أساس حياتنا ومحورها الوحيد".
وأكّد المطران عبد الساتر "أنّنا بحاجة إلى أن نجدّد إيماننا بإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، فيكون هو الأوّل والآخر بالنسبة لنا. علينا أن نختاره ونعيش معه كلّ يوم، وأن نصلّي من أعماق قلبنا. فبالصلاة الحقيقيّة البعيدة عن التمتمة يتغيّر محيطنا، وتتبدّل الأحوال الصعبة الّتي نمرّ بها في لبنان".