رأى خبير شؤون الطاقة رودي بارودي أن "حصول لبنان على الطاقة الكهربائية من مصادر متعددة وتأمينها في شكل مستدام هو خطوة أولى من أجل وضع البلاد على طريق النهوض وتأمين استقرار في حياة اللبنانيين، نظرا لأهمية الطاقة الكهربائية في تشغيل العديد من المرافق والقطاعات الحيوية".
وأكد بارودي أن "تداخل السياسة في هذا القطاع هو الذي حرم لبنان واللبنانيين من قطاع كهربائي يعول عليه وجعل هذا القطاع يتدهور أكثر فأكثر"، معتبراً أن "الوقت حان كي يرفع السياسيون يدهم ويوقفوا تدخلاتهم التي حرمت اللبنانيين من خدمة بديهية"، منوها بـ "الجهود التي تبذل من أجل استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن"، داعيا الجهات والدول المعنية إلى "تسهيل هذه العملية التي ستعطي لبنان دفعا قويا في ظل هذه الظروف الصعبة".
ورأى أن "المناكفات السياسية وعدم اجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية كما الفراغ الحكومي في السنوات الماضية منعت اللبنانيين من الاستفادة من خط الغاز العربي الذي كان يمكن ان يحلّ معظم مشاكل انتاج الكهرباء، خصوصاً لو تمّ وصل خط الغاز العربي بمعامل انتاج الطاقة الاخرى في الزهراني والجية الحديد والذوق الجديد وصور وبعلبك، خصوصا ان هذه المعامل يمكنها انتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الغاز".
كما شدد على أنه "لو استفاد لبنان من خط الغاز العربي منذ 18 عاما لكانت معظم مشاكله الكهربائية حلت، إذ أنه كان سيستفيد طوال تلك السنوات سواء من اسعار الغاز المصري التنافسية او من ارباح الشركة العربية لنقل وتسويق الغاز، وذلك بصفته شريكا اساسيا تصل نسبة ارباحه الى 25% من الارباح العامة. كذلك، كان سيستفيد من رسم الترانزيت".
وأوضح أنه "بحساب سريع كان بامكان لبنان أن يوفر اكثر من 5 مليارات دولار اميركي لو عمل على انعاش هذا الخط، هذا في حال كان سعر برميل النفط بين 50 و60 دولار، فكم كان ليكون الوفر لو احتسبنا سعر برميل النفط بمائة دولار اميركي؟". وكشف أن "الحكومات السابقة منعت لبنان من الاستفادة من خط الربط الكهربائي السداسي (مصر، الاردن، العراق، سوريا، لبنان وليبيا)، وبالتالي من توفير سنوي قدره 250 مليون دولار طوال السنوات الماضية، علماً بأن محطة مجدل عنجر قد انجذت الاعمال قيها في العام 2006، وتستطيع أن تستوعب 400 ميغاوات التي يمكن ربطها بالشبكة اللبنانية".
وأفاد بأن "المطلوب من الحكومة الجديدة عدم تضييع الفرصة من جديد والاستفادة من كل الفرص والامكانيات لتحسين وزيادة انتاج الطاقة الكهربائية، سواء عبر خط الغاز العربي والانتهاء من تنفيذ وصلة جنوب دمشق الى الزهراني باسرع وقت ممكن، او عبر البدء بتطوير انتاج الطاقات المتجددة (مياه شمس وهواء) خصوصا بواسطة الشمس، نظرا لطبيعة لبنان ومناخه الذي يمكن ان يعطي لبنان حوالي 2000 ميغاوات. ما يؤمن انتاجا نظيفاً ومستداماً ويوفر على الخزينة الكثير من الاموال لبنان بحاجة اليها، سواء في بناء معامل جديدة وفي تطوير شبكتي النقل والتوزيع".