شكل حفل توقيع مذكرة التفاهم بين "جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا" و"المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا والجوار"، لإنشاء "مركز النارنج الاجتماعي" و"مركز العلاجي التخصصي" مصالحة بين فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري بعدما جرى تنسيقها من قبل رئيس البلدية محمد السعودي، الذي تولى التواصل مع كل من النائبين الحريري واسامة سعد لضمان حضورهما او من يمثلهما، فيما كان لافتا غياب أيّ ممثل رسمي عن الدكتور عبد الرحمن البزري او الجماعة الاسلامية وتم الاكتفاء بكونهما ممثلين في المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان وفي جمعية جامع البحر من خلال أعضاء فيهما.
واتّسمت المصافحة بين السنيورة والحريري بشيء من الفتور، ولم يدُر بينهما أي حديث او كلام جانبي، فيما اختار الأوّل جمعيتين من بين جمعيات قليلة استنكرت ما تعرض له إبان حراك تشرين الاول 2019، وعبرت عن تضامنها معه لتقديم هذا المشروع لهما ليوجّه رسالة بأكثر من اتّجاه صيداوي سياسي واجتماعي، وابرزها انه أراد ان يعلن عن عودته الى صيدا بعد انقطاع، وذلك على متن مشروع او انجاز على أبواب انتخابات نيابية ان لم يكن مرشحا لها، فلاعب أساسي في تحالفاتها، في محاولة لاعادة تلميع صورته صيداويا بعدنا تشوّهت خلال احتجاجات تشرين الاول وتقديم نفسه كصاحب ايادٍ بيضاء للمدينة.
ولمس الشاركون في مضمون كلامه نوعا من "التمنين" بإعادة التذكير ببعض إنجازاته في المدينة وخاصة بدعم الجمعيات الاهليّة، وبأنه ليس سهلا ان يأتي بالمال. واذا أتى به فهناك شروط يجب ان تنفذ في آلية تنفيذ المشروع، وان هناك طريقة ونمطا جديدا في التعاطي يجب ان تتبعه الجمعيات كي تحصل على الدعم وتكراره هذا الأمر اكثر من مرة في خطابه.
توقيع الاتفاق بين الجمعيتين كان شرطا أساسيا من السنيورة لحمل ملفّ المشروع الى الصندوق الكويتي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وهو ما ذكره في خطابه، وقد قرأ بعضهم في إشارة السنيورة الى ضرورة التلاقي حول مصلحة المدينة وعدم تحويل الاختلاف الى خلاف، فتحا للباب امام التواصل مع باقي مكوّنات المدينة السياسية ولو بداية من باب العمل الاجتماعي.
وفي الشأن اللبناني، قال السنيورة "لقد حصل لبنان خلال هذه السنوات منذ أيام رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري على دعم من شتّى الدول العربية والأجنبيّة ووعود والتزامات لم نستطع ان نستفد من الكثير منها بسبب استمرار حالة الإستعصاء على الإصلاح. لقد بلغ مجموع تلك الوعود التي قدمت للبنان -منها ما استفدنا منه ومنها ما لم نستفد منه- من خلال مؤتمرات "أصدقاء لبنان، باريس 1، باريس 2، باريس 3 وسيدر" حوالي 34 مليار دولار والقسم الأكبر منها جرى تضييعه وعدم استفادتنا منه، لأنه كان يفترض بنا ان نقوم بالإصلاحات".