اجتمع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، مع ممثّل المفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أياكي إيتو على رأس وفد من المفوضية، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، وتناول البحث توفير مقوّمات العودة إلى الدراسة، في ظلّ الأزمات المتعدّدة الّتي يعانيها لبنان. ووضع الحلبي الوفد في أجواء الحاجات والنفقات التشغيليّة للمدارس واللوازم والمحروقات ودعم المعلّمين والمدارس وكلّ مكوّنات العائلة التربويّة، لكي تتمّ العودة إلى التدريس بصورة مقبولة.
وعبّر الوفد الأممي عن "الإستعداد للاستمرار في دعم وزارة التربية بالنسبة لتأمين التعليم إلى كلّ التلامذة الموجودين على الأراضي اللبنانية، والعمل على رفع قيمة الدعم المخصّص لتغطية اللبنانيّين الّذين باتوا يعانون أزمات متلاحقة، سيّما في ظلّ خطر التسرّب المدرسي وهجرة المعلمين". وأشار الوفد إلى أنّ "هذا الأمر يشكّل تحدّيًا، ويستوجب رفع قيمة الدعم وتوفير استقرار تربوي واجتماعي".
ثمّ اجتمع الحلبي مع أمين السر العام في "الحزب التقدمي الإشتراكي" ظافر ناصر، يرافقه وفد من مفوضية التربية في الحزب، وقد أكّد الثّقة بالوزير، مشدّدًا على "التعاون في كلّ ما يخدم التربية، سيّما وأنّ توجيهات رئيس الحزب واضحة لجهة التعاون وتوفير التسهيلات لإنقاذ العام الدراسي، والمحافظة على المؤسّسات التربويّة والجامعيّة".
من جهته، ثمّن الحلبي "التعاون والوقوف إلى جانب التربية والحرص على إنجاح مسيرة الحكومة، سيّما وأنّ الظروف صعبة جدًّا والحاجات كثيرة، والمطالب محقّة ولو كان من غير الممكن راهنًا الحصول على كلّ ما يطلبونه، لكن سوف نضع بين أيديهم باقةً من العطاءات من الداخل والخارج ليتمكّنوا من القيام بأعباء مهامهم".
ثمّ التقى وزير التربية وفدًا من "اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيّين"، وتسلّم منهم مذكّرةً بمطالب أساتذة الجامعة، والإقتراحات للحصول على مساهمات دوليّة وتجهيزات ومعدّات وبدل نقل عادل للأساتذة ودعم الجامعة اللبنانية. وأكّد الحلبي أنّ "الجامعة والمدرسة في رأس الأولويّات، وأنّ الأولويّة المطلقة بالنسبة إليه هي العودة إلى الدراسة"، كاشفًا "أنّه طلب من الجهات المانحة والمنظّمات الدوليّة دعم الجامعة، لتستمرّ كصرح وطني وأكاديمي كبير في القيام بمهامها".
واجتمع بعد ذلك مع النائب علي بزي، يرافقه رئيس المكتب التربوي المركزي في "حركة أمل" علي مشيك، وكان بحث في الواقع التربوي والجامعي. وأشار الوفد إلى "موقفه الهادف إلى تسهيل انطلاق العام الدراسي، وتوفير مقومات العودة إلى الدراسة الحضورية والتشغيل والنقل ودعم المعلمين والموظفين ورفع أجور المتعاقدين"، مبيّنًا أنّ "أيّ تأخير سيعزّز التسرّب المدرسي". كما شدّد الوفد على "أهميّة تعزيز المركز التربوي للبحوث والإنماء بالموارد البشريّة، للمباشرة بورشة تطوير المناهج وعصرنتها".
وعبّر الحلبي عن تقديره لـ"موقف الحركة والحرص على استمرار المؤسّسات التربويّة والجامعيّة في القيام بدورها"، موضحًا أنّ "الأجواء إيجابيّة، وأنّ الورشة التربويّة ستنطلق بزخم أكبر بعد انطلاق العام الدراسي، وسيخصّص الوقت لكلّ مديرية في الوزارة وللمركز التربوي والجامعة اللبنانيّة، من أجل القيام بمهامهم على اكمل وجه".
بعدها، استقبل الحلبي النائب أنور الخليل في زيارة تهنئة تمّ في خلالها عرض للأوضاع التربويّة والجهود المبذولة لحلّ المعوّقات، والنائب أيوب حميد في زيارة تهنئة.
وتلقّى اتصالًا هاتفيًّا من متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة، الّذي تقدّم بالتهنئة لتسلّم الوزير هذه الحقيبة، وعبّر عن اعتزازه بـ"ما يتحلّى به من طاقات وأخلاقيّات وانفتاح وحوار، وتمنّى له التوفيق". وثمّن الحلبي عاليًا موقف المطران عودة، وعبّر له عن "عميق محبته وتقديره له ولنبل مواقفه"، متمنّيًا أن "يوفّق في خدمة لبنان من خلال خدمة الشان التربوي".