ابلغت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"النشرة"، أن اجتماعا موسعا وهاما سيعقد بين مسؤولي حركة "فتح" في وبين ممثلي "القوى الاسلامية" في عين الحلوة، الساعة الثانية من بعد صلاة الجمعة اليوم، وذلك في مكتب مسؤول غرفة العمليات المركزية في قوات "الامن الوطني الفلسطيني" العميد الركن خالد الشايب في المخيم.
ومن المتوقع، ان يشارك عن حركة "فتح" قائد الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، عضو قيادة الساحة اللواء منير المقدح، قائد الامن الوطني في منطقة صيدا العميد ابو اشرف العرموشي، العميد الركن الشايب، والعميد سعيد العسوس، وعن "القوى الاسلامية" امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، مسؤول عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو طارق السعدي والناطق الرسمي الشيخ ابو شريف عقل وكوادر الطرفين.
ويكتسب الاجتماع اهمية خاصة كونه يأتي بعد اسبوع ونيف على الاشتباك الاخير الذي وقع بين حركة "فتح" من جهة، وبين "جند الشام" سابقا في منطقة البركسات (حيث ثقل حركة فتح)-الطوارىء (حيث ثقل الجند)، على خلفية قيام مجموعة من الامن الوطني باعتقال احد المطلوبين وتسليمه الى مخابرات الجيش اللبناني، وهو يشبه اجتماع حسن نوايا وعودة الامور الى طبيعتها بعد التوضيحات التي جرت بين الطرفين خلال الاشتباك وبعده، وقد لعب السفير الفلسطيني اشرف دبور دورا بارزا في وقف اطلاق النار ومنع امتداد الاشتباك الى محاور أخرى.
ووفق مصادر فلسطينية، فان حركة "فتح" ستحرص على توضيح ما جرى، والتأكيد ان ليس لديها اي قرار فردي باعتقال اي مطلوب دون الاجماع الفلسطيني، ناهيك عن قيامها باتخاذ بعض الاجراءات التنظيمية وانها حريصة كل الحرص على حفظ أمن واستقرار المخيم خاصة في هذه الظروف المعيشية الصعبة واغلاق الابواب امام اي احتمال للاستغلال او للانجرار الى فتنة سواء داخليا مع اي من القوى الفلسطينية او مع الجوار اللبناني.
وخلال العقد الماضي مرت العلاقة الثنائية بين حركة "فتح" و"القوى الاسلامية" وتحديدا "عصبة الانصار الاسلامية" و"الحركة الاسلامية المجاهدة"، بنوع من الانسجام والتعاون البناء، اذ انهما يشاركان في اطار "هيئة العمل المشترك" في لبنان (وقبلها القيادة السياسية الموحدة) التي تعتبر المرجعية السياسية والامنية والاجتماعية للمخيمات، ولكنها بالمقابل مرت بعلاقات متوترة ووقوع اشتباكات مع "المجموعات الاسلامية" المتشددة والناشطين الاسلاميين، وكانت تتهم بين الحين والاخر بالمشاركة فيها او دعمهم رغم انخراطها دوما في مساعي التهدئة ووقف اطلاق النار كما جرى مؤخرا مع "جند الشام".
ولا تزال تداعيات الاشتباكات تشكل هاجسا للقوى الفلسطينية لجهة اصلاح اضرار الاشتباك او دفع تعويضات مالية على الخسائر، مع انعدام قدرة المتضررين على تصليح واعادة تأهيل منازلهم وسياراتهم، وقد بذلت مساعٍ حثيثة لوضع القرار على السكة، بعد زيارة وفد من منطقتي الطوارئ والتعمير نائبي المدينة بهية الحريري واسامة سعد، والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود والطلب مساعدتهم في التعويض عن الاضرار الكبيرة التي لحقت بهم وزادت معاناتهم.
كما ان اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا التقت وفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مقرها في عين الحلوة وبحثت معه امكانية اصلاح الاضرار في المنطقة، قبل ان يلقتي الوفد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود للغاية ذاتها، حيث ابلغه الوفد انه يجري الكشف عن اضرار الاشتباك الاخير في عين الحلوة، حيث ثمة احتمال باعطاء المتضررين مساهمة مادية محدودة.