أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أننا "مع ضرورات البلد بكل قوّة، والبلد اليوم مكشوف ومحتكر بشدة، ومدّة السماح للحكومة ضرورية لكن على قاعدة الأولوية للناس وخدماتها قبل الانتخابات، لجوع الناس وبؤسها وتعاستها، وضروراتها المعيشية والحياتية، الأولوية لمكافحة الاحتكار وعصابات الجريمة وحماية اليد اللبنانية في سوق العمل، واليوم اللبناني للأسف يعيش الذل والهوان وهو مسحوق، ويكاد يكون بلا عمل، وبالتالي من غير المسموح به أن نترك سوق العمل بهذه الطريقة. كما يجب على الحكومة أن تعتمد سياسية طوارئ لحماية وجود اللبناني في بلده، لأن موجة الهجرة الجماعية تهدد البلد وهي بمثابة سرطان يهدد قوة البلد ومنعته وقدرة صموده".
كما شدّد، خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، على ضرورة "الحفاظ على الأمن لأن الجريمة أكلت البلد، ووجود لبنان والأمن يتلازمان بقاءً وعدماً، وعصابات الجريمة بما في ذلك عصابات غير اللبنانيين أرقامها مفجعة وتاريخية، والمطلوب أمن ورغيف خبز وحضور اجتماعي وأمني قوي يعكس أهمية وجود الدولة في حياة المواطن، وخاصة في هذه المرحلة الخطيرة". ولفت إلى أنه "لقد دخلنا فعلياً موسم الدراسة الجامعية والمدرسية، ووضع الناس في القعر، وبالتالي على الحكومة أن لا تسمح أبداً بترك الناس بين أنياب تجار الأزمات، بل عليها تأمين حاجات الطلاب الكاملة ولو من الصين، ولن نقبل بغير ذلك، ولا نريد وعوداً فمرارة الوعود الحكومية أسوأ من العلقم، وهنا نلفت نظر الحكومة إلى أن بعض المدارس والجامعات والمعاهد تتعامل مع الموسم الدراسي بنزعة طمع وجشع غير محدود وبألف طريقة وطريقة، والمطلوب وضع حد لهذا التوحّش غير المبرر".
وأشار قبلان، إلى أن "صندوق النقد الدولي ليس كرماً على درب، كما يقول المثل، والمفاوضات معه طابعها اقتصادي ومضمونها سياسي، وما دخلت السياسة في شيء إلا أفسدته. ولذلك، أكرر وأؤكد التعويل منفرداً على صندوق النقد كالتعويل على كأس سم، والمطلوب تعدد الخيارات بما في ذلك الخيار الشرقي". واعتبر أنه: "ليس صحيحاً أن لبنان محمية إيرانية بل تاريخياً هو محمية أمريكية انكشفت عن فساد ونهب وتفليسة تاريخية بسبب وتحت عين الراعي الأمريكي ووكلائه المعروفين جداً، كفانا بيعاً للبلد بعقلية نيرون، والبلد اليوم مستنزف بشدة، وبحاجة إلى نفط وعروض إنقاذ وبنية تحتية ومعامل كهرباء وسكة حديد والإيراني أو الصيني يعرضها اليوم بسخاء, وعلى الحكومة التعامل مع هذا العرض بجدية وضرورة وطنية، وإذا كانت واشنطن حريصة فعلاً على لبنان فلتفعل، والأيام ستبين لنا مدى صدق الأميركي. وكفانا تعمية على اللبنانيين، وبصراحة أكثر البلد لا يتحمّل زعامات سمسرة ولا يتحمل عقليات انتحارية تعيش على بيع البلد والاتجار بقراره السياسي والمالي والاجتماعي، وهنا ألفت إلى أن الدعايات الانتخابية والخطابات الابتزازية لا تبني وطناً أبداً أبداً بل تدفع به نحو الهاوية والاندثار".