كشف تحقيق نشره "الاتحاد الدولي للصحافيّين الاستقصائيّين"، أنّ الكثير من قادة الدول، بينهم ملك الأردن ورئيس وزراء تشيكيا ورئيسا كينيا والإكوادور، أخفوا ملايين الدولارات عبر شركات خارجيّة (أوفشور)، في ملاذات ضريبيّة.
ويستند التحقيق الّذي أُطلق عليه اسم "وثائق باندورا"، وساهم فيه نحو 600 صحافي، إلى حوالى 11,9 مليون وثيقة مصدرها 14 شركة للخدمات الماليّة في دول منها قبرص وبيليز والإمارات وسنغافورة وسويسرا وجزر فيرجين، وسلّط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة "أوفشور". وورد ذكر نحو 35 من القادة والمسؤولين الحاليّين والسابقين في الوثائق الّتي حلّلها الاتحاد، في إطار ادعاءات تراوح بين الفساد وغسل الأموال والتهرب الضريبي.
وأوضحت الوثائق أنّ "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو مالك شركة "Hessville Investment Inc"، وهي شركة تمّ إنشاؤها في بنما عام 1994. حيث ساعدت شركة "M1 Management SAM"، ومقرّها موناكو، ميقاتي في تسهيل عمليّات الشركة الخارجيّة، في عام 2008"، كاشفةً أنّ "Hessville Investment اشترت عقارًا في موناكو بأكثر من 10 ملايين دولار".
وأكّدت أنّ "نجل رئيس الحكومة، ماهر ميقاتي، كان مديرًا لشركتين على الأقل مقرّهما جزر فيرجين البريطانيّة، وكانت مجموعة "M1" تمتلك مكتبًا في وسط لندن".
وفي ردّه على بريد إلكتروني أرسله الإتحاد له، أفاد ماهر ميقاتي بأنّ "Hessville Investment شركة مملوكة بالكامل لوالدي، لغرض وحيد هو امتلاك منزل في موناكو. تمّ تأسيسها قبل عام 2008 من قبل المالك السابق للشقة في عام 1994، واشترى والدي الأسهم في عام 2005. ثمّ تمّت صفقة أخرى في عام 2008، من خلال شراء الشقة المجاورة، وتمّ ضمّ كلا العقارين. لا يزال والدي مالكًا للعقار حتّى هذا التاريخ".
وأكّد أنّ "من المعتاد جدًّا امتلاك العقارات من خلال الشركات وليس بشكل مباشر، ومعظم العقارات الشخصيّة للعائلة مملوكة لشركات، والغرض الرئيسي هو المرونة الإضافيّة الّتي يقدّمها ذلك، والهدف منه، في حالة البيع، أنت تبيع الأسهم. وفي بعض الولايات القضائية، قد يمثل هذا بعض المزايا الضريبية لتخطيط الميراث. كما لتحصين الالتزامات في حال قررت تأجير العقار لطرف ثالث”
وأشار إلى أنّ "اختيار تأسيس الشركات سواء أكانت في باناما أو في جزر العذراء البريطانية، يرجع ببساطة إلى العملية السهلة لدمج الشركات الموجودة في كلا السلطتين القضائيتين. في هذه الحالة، كان المالك السابق للشقة يملكها عبر شركة في باناما، وبالتالي احتفظ بها والدي على هذا النحو".
بموازاة ذلك، كشفت الوثائق أنّ "رئيس الحكومة السابق حسان دياب، هو شريك في ملكيّة شركة صوريّة في جزر فيرجين البريطانيّة"، مبيّنةً أنّ "في أوائل عام 2015، بعد أن ترك دياب منصبه كوزير للتعليم في لبنان، أسّس شركة "eFuturetech Services Ltd". وكان هدف الشركة هو "التجارة العامّة والاستشارات"، وفقًا لسجلّات أوراق "باندورا". وذكرت أنّ "شركَي دياب، كانا نبيل بدر، الّذي ترشّح للانتخابات النيابية في عام 2018، والمدير المالي لشركة الاستثمار "شديد كابيتال" علي حدارة".
ولفتت إلى أنّ "الملك الأردني الملك عبد الله الثاني أسّس ما لا يقلّ عن ثلاثين شركة "أوفشور" في بلدان أو مناطق تعتمد نظامًا ضريبيًّا متساهلًا. ومن خلال هذه الشركات، اشترى 14 عقارًا فخمًا في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بقيمة تزيد عن 106 ملايين دولار". وأشارت إلى أنّ "رئيس وزراء تشيكيا اندريي بابيس، قد استثمر 22 مليون دولار في شركات وهميّة استُخدمت في تمويل شراء قصر بيغو، وهو دارة شاسعة في موجان جنوب فرنسا".
كما أفادت بأنّ "رئيس الإكوادور غييرمو لاسو، أودع أموالا في صندوقين مقرّهما في ولاية داكوتا الجنوبيّة في الولايات المتّحدة"، كاشفةً أنّ "عائلة رئيس أذربيجان إلهام علييف وشركاء له، ضالعون في صفقات عقاريّة تبلغ قيمتها مئات الملايين في بريطانيا، فيما يملك رئيس كينيا اوهورو كنياتا وستة من أفراد عائلته، مجموعة من شركات الأوفشور".
وأقام الاتحاد الدولي للصحافيّين الاستقصائيّين روابط بين أصول في شركات "أوفشور"، و336 من القادة والمسؤولين السياسيّين الكبار الّذين أنشؤوا حوالى ألف شركة، أكثر من ثلثيها في جزر فيرجين البريطانيّة. ومن بين الشخصيّات الواردة أسماؤها: المغنيّة الكولومبيّة شاكيرا، عارضة الأزياء الألمانيّة كلوديا شيفر، ونجم الكريكت الهندي ساشين تندولكار.