أكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" كميل شمعون أنّ "الجبهة السيادية قد تكون شبيهة بحركة 14 آذار لجهة تخَطّيها المنطق الطائفي الضيق، فهي عابرة للطوائف، وتضم بين مكوناتها مجموعات من الثورة من طوائف إسلامية مختلفة. وبالتالي، تشكل على غرار بكركي قيمة وطنية من أجل كل لبنان. من هنا، كانت رغبتنا ان تنضم إليها القوى السيادية كافة، بمن فيها الكتائب، على أمل ان يعيد هذا الحزب العريق النظر بحساباته وسياساته، ويلتحق معنا في المستقبل لأنّ هدفنا يجب ان يكون موحداً وهو تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني".
ولفت في حديث صحفي إلى انه لا يمانع انضمام تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، معتبرا ان تيار المستقبل الذي يمتلك الصفة التمثيلية الكبرى على الساحة السُنيّة، انغمَس بسياسات "مُسايرة" مع "حزب الله" أفقَدَته صُدقيته، لذا يُفترض أن يقوم بنقد ذاتي لمسار سياساته وتموضعه السياسي، ويتذكر أن له شهداء سقطوا من رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه إلى كل شهداء ثورة الأرز، فمن غير الجائز الاستمرار بهذه المسايرة، فيما معلوم من قتل هؤلاء الشهداء.
ولفت إلى ان الاتصالات قائمة مع الحزب "التقدمي الاشتراكي"، و"اذا أرادوا الانضمام الى الجبهة فأهلاً وسهلاً". وأضاف "على الجميع أن يعرف أننا لن نرحم أيّ فريق متورط في الفساد. مهمتنا ليست منوطة فقط بمواجهة "حزب الله" بل ايضاً محاسبة كل من استفاد من المال العام في مرحلة من المراحل".
من جهة أخرى، أوضح انه "في موازاة عمل الداخل، هناك تركيز على الاغتراب بهدف إنشاء "لوبيينغ" قوي يضغط على مراكز القرار خارج لبنان من أجل إيجاد حلول للأزمة اللبنانية، التي لا يمكن ان تنتهي بإرادة داخلية فقط. لا نريد الدخول في حروب عبثية في الداخل ولسنا في وارد العودة الى فتح جبهات داخلية، بل عملنا محصور في الأطر الديموقراطية، لذلك ينصبّ هدفنا على خلق لوبي لبناني قوي يعمل على تحرير لبنان والحفاظ على الديموقراطية فيه". وكشف شمعون ان "الاتصالات توسّعت لتشمل إضافة إلى "القوات اللبنانية"، بعضاً ممن ينتمون إلى "التيار الوطني الحر" الذين باتوا غير مقتنعين بأداء "التيار" السياسي وبتحالفاته ويؤكدون دعمهم للمبادرة التي أطلقها الأحرار، إضافة إلى وجود جزء كبير من الكتائبيين الذين يُبدون رغبة في الانضمام الى الجبهة".
ونفى شمعون كلياً أي ارتباط لإطلاق "المبادرة" بالانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً أن المعلوم في لبنان ان التحالفات الانتخابية لا ترتبط عادة بالتحالفات السياسية. وأعرب عن تمنّيه لو "أنّ القانون الانتخابي الحالي يساعد الجبهة على تشكيل لوائح خاصة بها، إلا أن هذا القانون الجائر ومعطيات أخرى تمنعه من الجزم من أنه سيكون في الانتخابات المقبلة لوائح موحدة للجبهة أو تحالفات بين مكوناتها لخوض المعركة الانتخابية على أساسها".
وفي الوقت نفسه، شدّد شمعون على انّ "استرداد الوكالة من المنظومة الفاسدة لن يكون فقط عبر الانتخابات والعمل الداخلي، إنما بالتوازي مع عمل خارجي ضاغط، لأنه غير ذلك، لبنان لن يتحرّر من قبضة "حزب الله"، وهذا أمر يتطلب تطبيقاً للقرارات الدولية 1559، 1701، والقرارات ذات الصلة، لتجريد الحزب من سلاحه".
وأكد أن "لبنان محتل إيرانياً عبر "حزب الله"، وهذه ليست قناعة اللبنانيين في الداخل فقط، إنّما أيضاً قناعة العالم الغربي والعالم العربي. لذلك، نحن نحتاج لمساندة الدول العربية لنستعيد مكانتنا في العمق العربي، وكي يستعيد لبنان مكانته كمؤسس للجامعة العربية، ومن أجل حماية الانتشار اللبناني في الدول العربية والخليجية".