لفت عضو كتلة "الجمهورية القوية"، النائب جورج عدوان، بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة، إلى أن "الأمر الجيد هو أن كل الكتل، كانت مصرة على إجراء الانتخابات، وفي موعدها"، موضحًا "أنني أتصور أن في أكثرية النقاط التي تم بحثها، استطعنا أن نتوصل إلى ما يمكن القول إنه تفاهم بين الكتل، طبعاً كان هناك تساؤل حول تاريخ إجراء الانتخابات، لأن هذا الأمر تدور حوله الكثير من التقنيات، وأيضًا إن كانت الانتخابات ستجرى في أيار، فستصادف بعد شهر رمضان الفضيل، وبالتالي كان موقفنا أن تجرى في آذار، مراعاة لشركائنا في الوطن، خصوصًا أنه في شهر رمضان، لا يمكن إجراء الحملات الانتخابية".
وأشار إلى أن "الموضوع بات بيد الحكومة، لأننا قمنا بالتعديلات اللازمة على المواد بشكل أنه إذا كانت ستجرى الانتخابات في 27 آذار، تكون المهل صحيحة ولا نقفل اللوائح في 31 آذار الماضي، بل وضعنا تواريخ جديدة لنعطي أكبر فرص للناس للمشاركة"، لافتًا إلى أن "كل الأفرقاء اليوم أصبحوا مع انتخابات غير المقيمين، وفي السابق كان هناك أفرقاء لديهم تحفظ لأسباب تتعلق بعدم تكافؤ الفرص أو وضعهم في الخارج، ولكن اليوم كل الأفرقاء وكل المكونات تفاهمت على أنه لا يجوز حرمان غير المقيمين من حقهم بالانتخاب، وهذا موضوع لا رجوع عنه"، كاشفًا أن "النقطة التي يدور حولها النقاش والتي لم نتفاهم عليها، هي هل يصوت غير المقيمين كما حصل في المرة السابقة للـ 128 مقعد أم نخصص لهم 6 مقاعد؟
وأفاد عدوان، "أننا وبكل وضوح كتكتل جمهورية قوية، موقفنا هو أن هذه المقاعد الستة التي يطلب تخصيصها لغير المقيمين، لا تؤدي الغرض من إشراك غير المقيمين في لبنان"، موضحًا أن ذلك "لعدة أسباب، فهؤلاء الناس معنيين بودائعهم في الداخل، وبتحويل الأموال لأهلهم في الداخل، ومعنيين بأنهم يشترون أراضٍ في قراهم، ومعنيين بأنهم يزوروا أهلهم مرة أو مرتين في السنة، فما مدى معلوماتهم بمن سيصوتون لهم في الخارج؟ وكيف لمن سيترشح على الانتخابات أن يقوموا بجولات انتخابية بين القارات في الخارج خلال الأشهر المقبلة؟"، معتبرًا أنها "كلها أسباب إن نظرنا إليها وبعمقها، لا تستقيم وبالتالي نحن نقول إنه من الطبيعي إعطاء حق التصويت للنواب، في أماكن تسجيل نفوس غير المقيمين".
وذكر "أننا هنا نزيد أمرًا مهمًا، فنحن بسبب ممارسات الطبقة السياسية في لبنان، تم تهجير ما بين 350 و450 ألف مواطن في أخر 3 سنوات، هؤلاء ماذا يعرفون عن القارات والاغتراب والأماكن التي ذهبوا إليها؟ بعضهم ذهب منذ أشهر ولا يعلم شيئاً ، ليس لديهم إمكانية الاختيار"، لافتًا إلى أنهم "يعلمون جيداً لبنان ومناطقهم وبلداتهم، وعلى ضوء ما عانوه من وضع اليد على الودائع والممارسات التي قامت بها المنظومة المتحكمة، سيكون بإمكانهم أن يختاروا صح".
وأوضح عدوان، أنه "للمعلومات، فإن أخر مرة انتخب فيها غير المقيمين بلغ العدد 34 ألف مقترع، فيما عدد المهجرين من لبنان يبلغ 400 ألف شخص، فهل تريدون أن تحرموا هؤلاء بعد أن تهجروا، من حقهم في إبداء رأيهم في من كان السبب في تهجريهم؟".
وأعلن أن "هذا الموضوع غير عادل ولا يستقيم، ولذلك لم نتفق عليه داخل اللجان المشتركة، وسيذهب إلى الهيئة العامة، ولحينها سنبقى مصرين على أن ينتخب غير المقيمين وأن ينتخبوا على الأمور التي يعلموها ولمن يعلموهم وأن تبقى أواصر الصلة قوية بينهم وبين اللبنانيين الموجودين هنا"، مشيرًا إلى أن "انتخابهم كما حصل في المرة السابقة، يبقيهم مرتبطين أكثر ببلدهم، ولذلك نحن مع إلغاء المقاعد الستة على الأقل في هذه الظروف، لأننا نعتبر أن غير المقيم يجب أن ينتخب للـ 128 نائب، وللضيع والمناطق والأقضية التي يعرفها".