لفت وزير الصحّة العامّة فراس أبيض، إلى أنّ "أربعة تحدّيات أساسيّة تواجه قطاع الصحة في لبنان حاليًّا، هي: النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، الكلفة العالية للاستشفاء، هجرة الكوادر الطبيّة والتمريضيّة، و"كورونا". هذه التحدّيات ناتجة عن سياسات غير سليمة مزمنة، وتفاقمت بسبب الأزمة الماليّة الحادّة"، مستسائلًا: "كيف نواجه هذه التحدّيات؟".
وأوضح، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ "في موضوع الأدوية والمستلزمات، لا بديل حاليًّا عن سياسة الدعم، لكنّ المبالغ المرصودة لن تحلّ المشكلة جذريًّا، وخاصّةً بوجود ظاهرتَي التخزين والتهريب. على المدى الأبعد، يجب خفض الفاتورة الدوائيّة عبر دعم الصناعة المحليّة، وزيادة استعمال الأدوية الجنيسة للحدّ من الاحتكار، وترشيد وصف الدواء".
وأكّد أبيض أنّ "رفع التعرفات وفي أسرع وقت، هو أمر ضروري، ولن تحلّ مشاكل الاستشفاء من غير ذلك. حاليًّا، المريض هو من يدفع الثمن، وهذا غير مقبول وغير مستدام"، مبيّنًا أنّ "على المدى البعيد، يجب التركيز أكثر على الطبّ الوقائي، وتعزيز دور مراكز الرعاية الأوليّة، ممّا يؤدّي مع الوقت لخفض الفاتورة الاستشفائيّة".
وركّز على أنّ "الضائقة المعيشيّة، والإحساس بالعجز عن مساعدة المرضى بسبب نقص الأدوية والمستلزمات، هي عوامل ضاغطة على الأطقم الطبيّة والتمريضيّة، ممّا يدفعها للهجرة. رفع التعرفات سوف يمكّن المستشفيات من رفع قيمة رواتب العاملين الصحيّين، ودخل الأطباء، ويساعد في توفير ما يحتاجونه للقيام بواجباتهم".
كما شدّد على أنّه "لا بدّ من تكثيف حملات التلقيح، للوصول إلى نسبة مناعة مجتمعيّة أعلى. هذا أمر أساسي، لكنّه غير كاف"، شارحًا أنّه "يجب بالإضافة إلى ذلك، أن لا نتساهل مع اتّباع إرشادات الوقاية، من ارتداء الكمامة وغيرها، ممّا يؤمّن حمايةً أكبر، وعلى القطاعات كافّة أن تتعاون مع وزارة الصحة العامة على تحقيق هذين الأمرين".
وذكر أبيض أنّ "مشاكلنا في لبنان مشاكل كبيرة ومتداخلة، وحلولها ليست سهلة، لكنّها ليست مستحيلة. في البداية، يجب إيقاف النزف الحاصل، وتدريجيًّا نستعيد التوازن، ومن ثمّ تأتي رحلة التعافي"، مشيرًا إلى أنّ "المسار الطويل يبدأ بخطوة واحدة، ونحن لسنا وحدنا".