أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى انه "في أوائل الستينيات، استنتج العلماء في إحدى شركات تصنيع السجائر، "رينولدز"، أن الدليل على أن التدخين مرتبط بالسرطان كان دامغا. في غضون ذلك، كان الباحثون في الشركة المنافسة "فيليب موريس" يضعون قائمة بالعشرات من المواد المسرطنة في دخان السجائر. لكن لم يتم نشر أي من هذه المعلومات. على العكس من ذلك، رفضت صناعة التبغ، لأكثر من ثلاثة عقود، الاعتراف بأي دليل على أضرار التدخين، على الرغم من أن بحثها الخاص يروي القصة المعاكسة تماما".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "استمعوا الآن إلى شهادة فرانسيس هوغين، مديرة سابقة في "فيسبوك"، كشفت عن نفسها هذا الأسبوع على أنها المبلغة التي تقف خلف سلسلة من الاكتشافات التي نشرتها في البداية صحيفة "وول ستريت جورنال". وتظهر إحدى الوثائق الداخلية من عام 2019 أن بحث "فيسبوك" الخاص وجد أن "انستغرام"، الذي يمتلئ بصور أجساد نحيفة ومتناسقة، سام نفسيا للشابات على وجه الخصوص".
وتساءلت "هل اعترف المدير التنفيذي لـ "فيسبوك" مارك زوكربيرغ بهذه النتيجة عندما تحدث أمام الكونغرس في آذار؟ كلا، لم يفعل. وبدلا عن ذلك قال: "البحث الذي رأيناه هو أن استخدام التطبيقات الاجتماعية للتواصل مع الآخرين يمكن أن يكون له فوائد صحية عقلية إيجابية". بمعنى آخر، التدخين مفيد لك".
ورأت أنه "لسبب واحد، سيكون هناك المزيد من المبلغين: لم تكن هوغن الأولى، ولن تكون الأخيرة. من الواضح أن الشركة جندت بعض الأشخاص الأخلاقيين الذين يشعرون الآن بالاشمئزاز من رب العمل. علاوة على ذلك، ضربت اكتشافات هوغن على وتر حساس لدى مجموعة مهمة: الآباء الذين يخشون الآن على سلامة أطفالهمط.
وفي هذا الإطار، يتوقع مراقب التكنولوجيا سكوت غالواي، "حركة شبيهة بحركة الأمهات ضد القيادة في حالة سكر، والتي نجحت في دفع السياسيين إلى خفض الحد القانوني لنسبة الكحول في الدم، في مواجهة معارضة شرسة من صانعي المشروبات".
وأكدت الصحيفة أنه "إذا قررت الحكومات التصرف، فتتمثل الخطوة الأولى بالمطالبة برؤية خوارزميات "فيسبوك"، للكشف عن ما تعرفه الشركة بالفعل عن نفسها: سعيها لتحقيق مشاركة ونمو أكبر، يعني أنها مرتبطة بتغذية الغضب". وأضافت: "يعرف "فيسبوك" كيفية إيقاف تشغيل هذا الأمر. وتظهر الوثائق المسربة أن المديرين التنفيذيين عرض عليهم إصلاحات من شأنها أن تقلل من حدة الكراهية، لكنهم اختاروا عدم تبنيها".
وشددت على أن "هناك علاجات أخرى. تفكيك عملاق "فيسبوك" - "انستغرام" - "واتساب" بموجب قوانين مكافحة الاحتكار. تغيير قواعد حماية البيانات والملكية".