لفت مصدر سياسي بارز، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "حزبَي "القوات اللبنانية و"الكتائب اللبنانية" يحشران رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ويحاولان، أو على الأقل "القوّات"، توجيه ضرباته إلى خصمه رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، بذريعة تحالفه مع الثنائي الشيعي".
وأوضح أنّ "لا جديد على صعيد الحرب الدائرة بين الأخير ورئيس "القوّات" سمير جعجع، وإن كانت تجاوزت خصمه الأوّل "حزب الله" إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع أنّ "القوّات" ظلّت إلى ما قبل اندلاع الاشتباكات على تواصل معه"، مبيّنًا أنّ "العامل الجديد يكمن في الحرب المفتوحة حاليًّا بين جعجع وباسيل، الّذي يحاول الالتفاف على النقاط الّتي سجّلها عليه خصمه، بتقديم نفسه على أنّه المدافع عن الوجود المسيحي في عين الرمانة، فيما موقف "التيار الوطني" لا يزال متأرجحًا".
وأكّد المصدر السياسي أنّ "العاصفة الدمويّة في الطيونة أُدخلت كمادّة خلافيّة في بازار الانتخابات النيابية، في حال أنّ الاحتقان المذهبي سُحب من التداول وسمح بإنجازها في موعدها"، مركّزًا على أنّ "ما حصل أدّى إلى تسريع التحضير لإنجاز معاملات "الطلاق" بين "التيار الوطني" و"حزب الله"، بعد أن لقيت ورقة التفاهم القائمة بينهما منذ شباط 2006 حتفها على خطوط التماس". ورأى أنّ "الساحة المسيحيّة تشهد حاليًّا أحد أبرز "حروب الإلغاء" بين باسيل وجعجع، من دون تغييب "الكتائب" وبعض جهات الحراك المدني".
وذكر أنّ "حرب الإلغاء المسيحيّة هي الوجه الآخر لتداعيات العاصفة الدمويّة"، متسائلًا: "كيف سيردّ باسيل، ومتى، لاستعادة الحدّ الأدنى من التوازن في الساحة المسيحيّة، في ضوء افتقاد الرئيس عون لأوراق الدعم لتعويم صهره، فيما يميل "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" للجلوس على مقاعد الانتظار، وعدم التدخّل في الملف المسيحي، أو الانحياز لفريق دون الآخر في ملف انفجار المرفأ، خصوصًا أنّ التواصل بين هاتين القوّتين والأفرقاء المسيحيّين يكاد يكون معدومًا لألف سبب".
كما أشار المصدر، إلى أنّ "كذلك الأمر بالنسبة لعون، الّذي أخلّ بالتوازن لمصلحة تثبيت تحالفه مع "حزب الله"، الّذي يقترب من إنهاء خدماته بعد سنوات من تبادل المنافع السياسيّة، بذريعة أنّ تمديد مفاعيله لن يكون لمصلحة باسيل وهو يتحضّر لخوض الانتخابات النيابية".