لفت البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "في قلبنا غصّة لما جرى في الطيونة وعين الرمانة يوم الخميس الماضي، الّذي أوقع ضحايا وجرحى"، مشيرًا إلى "أنّنا نتقدّم بالتعازي الحارّة من عائلات الضحايا، وندعو بالشفاء للجرحى، ونستنكر أشدّ الاستنكار هذه الأحداث وما رافقها من مظاهر مسلّحة، استُعملت بين الاخوة في الوطن الواحد".
وشدّد في عظته من بكركي، على أنّ "شباب لبنان ليسوا للتقاتل بل للتآخي، ليسوا للقتل والموت بل للنمو والحياة، ليسوا للتباعد بل للحوار، ليسوا للتجاهل بل للتعارف"، مبيّنًا أنّ "الشباب المسيحيّين مدعوّون ليعرفوا حقيقة الإسلام وإيمانه وقيمه، والشباب المسلمين مدعوّون ليعرفوا حقيقة المسيحية وإيمانها وقيمها. هذا هو جوهر العيش المشترك الّذي يشكّل ميزة لبنان ورسالته، والتعدديّة في الوحدة ثقافيًّا ودينيًّا. فلنسهّل لشباب لبنان المسيحيّين والمسلمين عيش فرح الحياة، وتحقيق ذواتهم وأحلامهم، بما حيّاهم الله من مواهب وفكر وقيم وإمكانيّات وروح وطنيّة".
وأكّد الراعي أنّ "ما أجملها عائلة واحدة على تنوّعها في ذاك 17 تشرين الأوّل 2019، عندما بدأوا ثورتهم الحضاريّة الخلّاقة، وما أمّر هذه الذكرى السنويّة اليوم، الّتي يلفّها الحزن والحداد. عائلات لبنان بكبارها وشبابها وأطفالها تعذّبت وبكت بما فيه الكفاية، وما زالت تنتظر لتفرح بمستقبل أفضل وبالاستقرار. لهذا السبب كانت الثورة الّتي رأيناها وأردناها حضاريّةً".
وأوضح أنّه "بدا للشعب فشل الجماعة السياسيّة في نقل لبنان من الهيمنة إلى الاستقرار، من الفساد إلى النزاهة، من القلق إلى الثّقة، ومن الحوكمة الرديئة إلى الحوكمة الرشيدة. انتفض الشعب بكلّ فئاته ومناطقه، وطالب بدولة وشرعيّة فاعلة وإصلاحات عميقة وجيش واحد وقرار وطني واحد، وبدت في بدايتها شفّافة وسلميّة وحضاريّة ومتّحدة، ونحن كنّا منذ اليوم الأوّل ولا نزال إلى جانبها".
وتوجّه إلى شبيبة لبنان، قائلًا: "عبّروا عن إرادتكم في الانتخابات النيابية المقبلة، واختاروا الأفضل والأشجع والأقدر على أن يوفّر لكم التغيير المنشود. لقد وفّر لنا النظام الديمقراطي وسائل سلميّة للتعبير عن الرأي ، قبولًا أو رفضًا، ولا يجوز لأيّ جهة أن تلجأ إلى التهديد والعنف، وإقامة حواجز طائفيّة أو حزبيّة على الطرق العامّة".
وأعلن "أنّنا نرفض أن نعود إلى الاتهامات الاعتباطيّة والتجييش الطائفي والإعلام الفتنوي، وإلى الشعارات الجاهزة ومحاولات العزل وتسويات الترضية، وإلى اختلاق الملفات ضدّ هذا الفريق أو ذلك، واختيار أناس أكباش محرقة وإحلال الانتقام مكان العدالة". كما شدّد على أنّه "على مجلس الوزراء أن يجتمع ويتخذ القرارات اللازمة، وعلى كل وزير احترام السلطة وممارسة سلطته باسم الشعب لا باسم النافذين".