صدر من مجموعة الكنز كتاب "إنسانية في ارتقاء بين الموروثات والتطلّعات" من تأليف الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس جمعيّة عدل ورحمة ومن منشورات الجمعية ودار سائر المشرق.
يقع الكتاب في ١٦٠ صفحة من الحجم المتوسط.
يشير عنوان الكتاب الى المحافظة والمدافعة عن حقوق الانسان وكرامته وكيفية مواجهة التحدّيات والصعوبات والمعوقات التي تعترض الانسان، لا سيّما الاشخاص المهمشين والمنتهكة حقوقهم على ايدي إخوانهم في الإنسانية.
تطرّق المؤلف الأب بعقليني مطولًا إلى مشهدية "الإنسانيّة" وحالتها من خلال حقوق الانسان المنبثقة عن هيئة الامم المتحدة، التي تلزم الدول الموقعة على " اعلان حقوق الانسان " في العام ١٩٤٨.
عرض المؤلف واقع وحالة "إنسانية " هذا العصر الذي يتخبط بشتى انواع التشرذمات والتناقضات وتفشي روح الشرّ والسيطرة والهيمنة والتعديات والانتهاكات ضد أبسط حقوق الانسان، زد على ذلك تفشي جائحة كورونا كوفيد-١٩.
كما عرض بعض " قضايا " المجتمع الشائكة لا سيّما الاشخاص المهمشين وفاقدي الحريّة والمظلومين، كما الذين تخلّصوا من الارتهان للمخدِّرات. ولفت الى التعدي الفاضح على القيم الاخلاقية والإنسانية والبيئة . ولم يغب عن فكره وذهنه وتحليلاته، ما آلت اليه الأحوال المضطربة والمهيمنة على العالم من اخلاق متعثرة ومبادىء مترنحة وقيم غائبة واضطرابات نفسية واجتماعية واقتصادية سببتها جائحة كورونا كوفيد-١٩، التي أدت جميعها الى المواجهات العنيفة على جميع الصعد: ممارسة التعذيب، حالة اللاعدالة وزيادة الجريمة، عدم تطبيق القوانين والمحاكمات العادلة والمنصفة، عدم المساواة والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنظم حياة الناس وحقوقهم على اساس العدالة والرحمة. "لنضمّد جراحات الإنسان ونداوها، ولنطلب من الخالق الرحمة والرأفة".
أشار المؤلف الى اهمية المحافظة على "إنسانية الانسان"، من خلال المناصرة والتعاضد والتعاون والتواصل في ما بين أفراد المجتمع المبني على الفكر والثقافة والتربية على الحب والتسامح والعدل والرحمة، كما من خلال تطبيق القوانين، والابتعاد عن ثقافة الظلامية محذرًا من عدم تحمل المسؤولية من قبل من "يدّعون" العمل السياسي من خلال التسلط والعجرفة والجهل والفساد، داعيًا الى التعاون والتكاتف والتأهيل لتحقيق العدالة واعلان الحقيقة وتثبيت الامان من اجل المحافظة على "إنسانية الانسان" وهوية لبنان الوطن، الحضارة والثقافة. وذكّر بالمواطنة وبروح الأخوّة التي تضمد الجراح وتهب الامان والسلام واحترام الاختلاف.
وحث الاب بعقليني على الخروج من الازمات المستعصية لا سيما ما تتعرض له بلاد الارز من "انهيار" اقتصادي وسياسي واجتماعي وفقدان "الحس الانساني"، الذي يتطلب تحديد الاسباب والمسؤوليات، والمساءلة والمحاسبة، وعدم الافلات من العقاب، والعمل على اصلاح المؤسسات ومفهوم الدولة ونشر الوعي والقدرة والتطبيق من اجل ردع اليأس واللامبالاة والتحلّي قدر المستطاع بالفرح الذي يحقق حياة هادئة وهانئة. "عالمنا" في حاجة الى بريق أملٍ، وبلسم جراحٍ وذرّة حبٍّ، وفجر جديدٍ، وخريطة طريقٍ، للوصول إلى السكينة والهدوء، أيّ السلام الذي زرعه الخالق في عالمنا، وأضعناه بفلس واحد من أجل فلسٍ واحد".
تناول الكتاب عدة مواضيع أبرزها: السلام، مناهضة التعذيب وعقوبة الاعدام، اللاعنف، العنف، البيئة، المرأة، التنمية المستدامة، المخدِّرات، العمل التطوعي، العدل والرحمة، المجتمع المدني (بناء الدولة والمؤسسات)، وتداعيات "جائحة كورونا".
"كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام، ولكن مختلفًا". ألا يقودنا هذا نحو إنسانية أفضل؟.