رأى السيد علي فضل لله، أن "الأمور في لبنان لن تتعدى سقفاً معيناً، وأن اللعبة الداخلية ستبقى محكومة بأسقف كثيرة، وأن منطق الحرب لن يفرض نفسه مجدداً، محذراً من أننا على أبواب مرحلة خطيرة وأن الأبواب موصدة أمام الحكومة الجديدة، والأخطر أن العدو يرسم سيناريوهات المرحلة المقبلة على طريقته".
وأوضح أنه "لقد أثبتت الأحداث الأخيرة والمجزرة التي ارتكبت في الطيونة ومحيطها أن لبنان ليس هشّاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحسب، بل وأيضاً على المستويات الأكثر خطورة وخصوصاً في الجانب الأمني الذي تبيّن مرة أخرى ــ وبعد الأحداث السابقة في خلدة وغيرها ــ أن البلد قابل للاشتعال وأن ثمة الكثير في الداخل والخارج ممن يتوقون إلى أن يتدفأوا على هذه النيران المشتعلة وإن كان الأمر يتصل بتحقيق أهداف موقتة وغايات محدودة".
وأكد فضل الله، أنه "لكن في المقابل، يعرف الجميع أن كل ما يحدث سوف يبقى تحت سقف معين، ولن تصل الأمور إلى ما شهده لبنان في السبعينات لأسباب كثيرة تتصل بميزان القوى الداخلي والخارجي، وبأن الجرح اللبناني لا يمكن الاستثمار فيه طويلاً، ولأن ثمة ملفات في المنطقة باتت أكثر حضوراً وتأثيراً، ولذلك ستبقى اللعبة الداخلية محكومة بأسقف كثيرة، وسينتظر اللاعبون المحليون نضوج أكثر من طبخة في المنطقة تُطبخ على نارٍ باردة أو تسير فيها الأحداث سيراً سلحفاتياً لأن سياسة حافة الهاوية بات يُتقنها أكثر من فريق وهي السائدة في أكثر من ملف".
ولفت إلى "أننا، وعلى الرغم من كل ما حدث ويحدث، ومن الجريمة التي ارتكبت والتي عضّ فيها أهلنا على الجرح وقدموا نموذجاً في الصبر على الأذى.. إننا نرى أن منطق الحرب لن يفرض نفسه على البلد، وأن الشعب اللبناني يرفض هذا المنطق والانجرار إليه، وأن الحسابات السياسية ستبقى في منأى عن الذهاب إلى هذا الخيار الذي سيكون مدمّراً وقاتلاً ومنهياً لما تبقى من البلد، ولكن ذلك لا يكفي لكي ينهض البلد من تحت هذا الركام الاقتصادي والمعيشي ومن هذا الانسداد السياسي الذي زادته المعالجات القضائية غير الدقيقة وغير الحكيمة تعقيداً وصعوبة.
وشدد فضل الله، على أن "البلد يقف على أبواب مرحلة خطيرة جداً، ولا يظهر إلى الآن أي بارقة للحلول التي باتت شبه مقفلة بوجه الحكومة الجديدة، والأخطر من ذلك أن العدو يعمل لرسم سيناريوهات المرحلة المقبلة وفق خططه وأهدافه ومعاييره، ويجري لذلك كل التحضيرات الميدانية بما فيها المناورات البحرية بعد المناورات البرية والجوية، وهو ما ينبغي أن نلتفت إليه في حمأة مشاكلنا وأزماتنا الداخلية التي ستبقى محكومة بسقف التسويات ومنطق اللاغالب واللامغلوب في نهاية المطاف، ولكن الخشية دائماً تبقى في هذا الوقت الذي نستهلكه على حساب مصالحنا ومستقبل وطننا وأجيالناً".