أقر المجلس النيابي في جلسته أمس إجراء الإنتخابات النيابية في 27 آذار المقبل رغم اعتراض رئيس التيار الوطني الحر، كما أقر بأن يقترع المغتربون لـ128 مقعداً لا 6 مقاعد مخصصة للإغتراب فقط، مع العلم أن "المعركة" الإنتخابية انطلقت قبل قرار المجلس النّيابي وجلسته التشريعيّة الاخيرة، وتحديداً بين أبرز خصمين فيها، التيار الوطني الحر والقوّات اللبنانية.
هناك رأي يقول أن المعركة الإنتخابية المقبلة بين "الوطني الحر" و"القوات" ستكون معركة "كسر عظم"، فالفريقين يتنافسان على حجز الكتلة المسيحية الاكبر في المجلس النيابي تمهيداً لخوض المعركة الرئاسيّة، ويستند أصحاب هذا الرأي على أنّ وجود الطرفين في الشارع المسيحي لا يزال مهيمناً رغم وجود المجتمع المدني، الذي لن يكون مؤثراً.
إن نتائج هذه المعركة المفترضة بدأت بالظهور في كل ملفّ من الملفات الخلافيّة التي نعيشها اليوم، لا سيما أحداث الطيّونة الأخيرة، فالمستهدف السياسي الاول لما قام به القوات هو التيار عبر القول للمسيحيين أن "الوحش الشيعي" حليف الوطني الحر يريد استهدافكم، والقوّات ستحميكم، لذلك كان على التّيار البحث بدوره عن خصم يحاول من خلاله القيام بمعركته الخاصة، فكانت حركة أمل التي يتّهمها التيار بالتنسيق مع القوّات لإضعافه.
يعتقد هؤلاء أن الوطني الحرّ والقوات بدآ بنسج تحالفات تجعلهما خصمين قويّين للغاية، لن يتمكّن أيّ طرف من غلبهما في مناطق وجودهما، على عكس ما كان متوقعاً منذ شهرين تقريباً، عندما لم يكن الفريقان قادران على إيجاد حلفاء أقوياء يمدّون اللوائح بحواصل انتخابية إضافيّة، وتحديداً في المناطق الأساسيّة في كسروان جبيل أو زحلة أو المتن.
بالمقابل، هناك رأي آخر يظنّ أن المعركة لن تكون بين التيار والقوات بقدر ما ستكون بين الأوّل ونفسه، والقوات والمجتمع المدني، وأصحاب هذا الرأي يعتبرون أن الوطني الحر لن ينظر للقوات، إذ لديه ما يكفيه من الهموم الإنتخابية التي عليه تخطيها لتحقيق نتائج إيجابية تجعله الرقم واحد في الشارع المسيحي، وأبرز هذه الهموم هي مواجهة الماكينة الإعلاميّة التي تواجهه منذ عامين حتى اليوم، ووصول العهد الرئاسي الى خواتيمه، بحيث لم يعد لديه ما يقدّمه لمدّ تيّاره بالقوّة اللازمة خلال الإنتخابات، بينما القوّات اللبنانية ستجري معركتها الأساسيّة مع مرشحي الثورة المدعومين أميركياً، لأنّهم يمثلون "نيو 14 آذار" وهؤلاء سيأكلون من الصحن القوّاتي في الإنتخابات المقبلة.
يُشير هؤلاء الى أن المجتمع الدولي أخذ قراره بدعم حوالي 30 مرشحاً للإنتخابات النّيابية المقبلة، وأغلب هؤلاء سيخوضونها على المقاعد المسيحيّة، وأغبلهم أيضاً من أصحاب فكر 14 آذار وبالتالي سيُنافسون القوّات اللبنانية على الأصوات بالشارع المسيحي، لا التيار الوطني الحر، لذلك هناك معركة أساسيّة على القوّات التنبه إليها.