اعتبر وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، خلال زيارته طيران الشرق الاوسط في المطار، حيث يعرض عدد من القطع الأثرية، أن "هذا الموروث الأثري له بعد حضاري وانساني راقٍ جدا، وهذا مدعاة للافتخار"، مشيرًا إلى "اننا تعودنا على نمط معين من السياحة، الا انه يوجد كثير من السياح يقصدون البلد للتعرف على هكذا موروث، نادر جدا وغير موجود بأي مكان آخر في العالم".
واثنى على "الطريقة الممتازة لحفظ تلك القطع"، متمنيًا على "رواد المطار الاستفادة منها"، موضحًا ان "تلك القطع الأثرية على درجة عالية من الأهمية، وتدل على غنى البلد، ولها مردود كبير جدا لجهة ترسيخ صورة البلد الثقافية في ذهن الأجنبي الآتي لزيارة لبنان، وتلك الصورة تختلف كليا عن الصورة التي يحاول أعداء البلد تصويرها".
وعن دور وزارة الثقافة في تفعيل تلك الصورة المختلفة، أكد المرتضى أن "الوزارة معنية بقطاعات كثيرة ومهمة، سواء الموسيقى او المهرجانات او المسرح او الإنتاج الأدبي، والوزارة لم تقصر على مستوى ايفاء تلك القطاعات حقها"، معلنًا أن "وزارة الثقافة تواكب المهتمين بهذه القطاعات وترصد قدرتهم وتذلل العثرات الموجودة أمامهم، إلا ان أزمة البلد الأساسية هي ازمة صورة تشوه، وهناك أزمة ثانية يعاني منها البلد وهي ازمة وعي"، مشددا على "ضرورة وعي المخططات العدائية التي ترسم للبلد".
وأشار إلى أن"اما الأزمة الثالثة فلا تقل أهمية عن سابقتيها وهي أزمة قبول الآخر، والتلاقي والحواجز والكهوف النفسية التي لا زالت عالقة في اللاوعي، وهذه مسؤولية وزارة الثقافة في بث الوعي، وأن لا مجال أمام المواطن إلا ان يقبل الآخر لندخل في حالة من التلاقي معه للخروج من الكهوف النفسية"، متمنيًا أن "يتحسن وضع المطار على كل الأصعدة"، مشددًا على "ضرورة الحفاظ على كنوز البلد الثقافية والحضارية والتي لها مردود اقتصادي مهم جدا على البلد".
وكشف المرتضى، انه "يجري العمل حاليا على إسترجاع مجموعة أثرية قيمة ومهمة جدا، عبارة عن اكثر من عشرين قطعة موزاييك تنتمي الى حضارات قديمة مختلفة إضافة إلى رأس لمجسم اثري التي ترحلت الى الولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير مشروعة والدولة اللبنانية بصدد استرجاعها"، منوّهًا بـ"مركز طيران الشرق الاوسط للتدريب، والمؤتمرات، الذي هو على درجة غير عادية من الرقي"، مشيرًا إلى أن "وزارة الثقافة معنية بهذا المركز ومن المفترض ان تكون مقدراته متاحة أمام كل الفعاليات، ورئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت ابدى الاستعداد لذلك"، مؤكدًا أنه "تم البحث والتوافق مع الحوت على عرض عدد من القطع الأثرية التي سيتم استرجاعها، في المطار وفي المركز".