أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال لقائه في مكتبه في دار الإفتاء الجعفري، أمين الهيئة القياديّة في "حركة الناصريين المستقلين - المرابطون" مصطفى حمدان، على رأس وفد من الهيئة، أنّ "بلدنا يحتاج إلى نفضة سياسيّة جذريّة لإعادة تعريف الدولة، بما يتّفق مع مؤسّسة قرار حقوقيّة بعيدًا عن الطائفيّة والمزاجيّة وعقليّة المزرعة".
ولفت إلى أنّ "في بلدنا اليوم، مَن يتمكّن من القرار يصبح ملكًا دون قيود أو قانون، وكذا الحال في النظام القضائي وباقي المؤسّسات، ومن دون ذلك سنبقى في دوّامة فوضى ومزرعة وميزان قوى بلا ضوابط، ويبقى الحلّ بصيغة سياسيّة لدولة مواطن، بعيدًا عن الطائفية السياسية، وعلى قاعدة مؤسّسة قرار وليست دولة فلان وفلان".
وطالب الشيخ قبلان، الحكومة بـ"إيلاء الوضع الاقتصادي الحيّز المهمّ والضروري في عملها اليومي، فعليها أن تكون متحكّمة بمراقبة الأسعار وخاصّةً الضروريّات المعيشيّة، وتثبيت سعر الصرف، وتأمين الكهرباء، إذ ليس المطلوب منها فقط أن تكون حكومة انتخابات، وربط نزاع سياسي".
من جهته، أشار حمدان بعد اللقاء، إلى "أنّنا تقدّمنا من قبلان بالتعزية بالشهداء الّذين سقطوا في مجزرة الطيونة، وتمنّينا الشفاء العاجل للجرحى، وبطبيعة الحال كما نقول دائمًا إنّ الشيخ قبلان هو صوت الحكمة وصوت العقل والدعوة الدائمة إلى حماية الوطن لبنان، واليوم نمرّ جميعًا بأزمة خطيرة لا تتعلّق فقط بحادث في منطقة معيّنة في الجغرافيا اللبنانية، إنّما الموضوع أبعد وأعمق يتعلّق بوجودية وطننا لبنان".
وشدّد على أنّ "لذلك، على كلّ الرؤوس الحامية وكلّ من يدّعي بأنّه يحمي جزءًا من لبنان، على جميع هؤلاء أن يتّقوا الله ويسمعوا صوت الشيخ قبلان عندما يقول إنّ هذا البلد لبنان هو وطننا النهائي، الّذي لا بدّ أن نعيش فيه جميعًا"، مركّزًا على أنّه "على الجميع، مسؤولين ومواطنين وكلّ أطياف المجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني اللبناني اليوم، أن يقفوا وقفة ضمير، ووقفة مع أنفسهم وأهليهم. وهذا نداء نوجّهه من دار الإفتاء إلى كلّ اللبنانيّين بأن يحموا البلد والوطن ويتكاتفوا، لأنّ الأيّام الصعبة قادمة -إقليميًّا أيضًا- وعلينا جميعًا أن نحمي وطننا؛ لأنّنا لن نستطيع العيش في غير هذا الوطن لبنان".