أشار الوكيل البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، الى أن "لبنان الذي يجلد، وهو يحمل صليبه منذ العام 1975، لا ينفك يمر من أزمة إلى أخرى. واليوم، فإنه يتألم أكثر، والواقع يتفاقم سوءا. إن الأفق لتخطي هذه الأزمة باءت مغلقة من الناحية البشرية. إلا أنها تأتي التعزية من السماء، والرجاء يأتي من يسوع المسيح، منبع السلام".
وتابع خلال القداس الإلهي بالطقس الماروني في منطقة أسيزي الإيطالية، على نية السلام في لبنان، بدعوة من جماعة "خدام الراعي الصالح"، وذلك في كنيسة المسيح القائم في دير تابع للرهبنة الكبوشية، وفي حضور رئيس بلدية أسيزي: "ليست صدفة أن نجتمع في أسيزي للصلاة من أجل السلام في لبنان، ولكنه بلا شك تدبير إلهي، الذي جمعنا في هذه المنطقة التي تعتبر رمزا للسلام، للحوار والتلاقي. نطلب من الله أن يتدخل في هذا الوقت من أجل هذا البلد الصغير والفقير".
وأضاف: "العدد الأكبر من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر. ونتساءل بمرارة: كيف يمكننا الاستمرار للعيش؟ إن المستسفيات في أزمة، ولا تملك الامكانيات اللازمة لاستقبال المرضى. المؤسسات التعليمية تغلق أبوابها وترسل موظفيها إلى منازلهم. إن الأمور الأساسية مفقودة لتأمين أقل ما يمكن لحاجات العائلة. ولذلك، فإن العديد من الناس يهاجرون باحثين عن حياة كريمة وهادئة، بكلمة واحدة، كل شيء انهار! وهذا بسبب إهمال المسؤولين، ناهيك عن الفساد الذي انتشر بين الذين عليهم أن يديروا الأمور السياسية والاقتصادية... المشكلة الأساسية: إن سألت أحد المسؤولين عن سبب هذا الانهيار، من المسؤول؟ كل واحد يجيب: "لست أنا".
وذكر المطران الورشا بزيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى لبنان سنة 1997 والذي أشار في الارشاد الرسولي الخاص بلبنان قائلا: "لبنان ليس بلدا، إنه رسالة"، وأضاف: "إن قداسة البابا أراد استباق مستقبل أفضل من أجل لبنان لو أن جميع اللبنانيين، وبالأخص الزعماء، استطاعوا تضميد جراحات الماضي، ولكن للأسف، ولا أريد الدخول في مناقشة ساسية، فقد حدثت تدخلات خارجية مختلفة، وثم أتت التنازلات، مما أدى إلى إهمال الخير العام".
أضاف :" في 10 و11 أيار 2022 سنحتفل بذكرى 25 سنة على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان. لنصلي إلى الرب طالبين أن يتحقق حلم البابا القديس بلبنان يعمه السلام، حيث الحقوق الانسانية الشخصية والعامة محترمة ومحمية. لبنان مزدهر، لكي يعتبر من جديد "سويسرا الشرق"، ونحن ننادي بصرخة شعب بكامله، الشعب اللبناني، اليائس والمرهق، المحتاج إلى الضمانات والرجاء والسلام".