أكّد الوزير السابق سجعان قزي، أنّ "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا يدخل في مقايضات، وحين كان غيره يحاول أن يقايض، كان صوته يلعلع دفاعًا عن أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وعن القضاء العادل والنّزيه وعن التحقيق"، مشيرًا إلى أنّ "البطريرك الراعي لن يقايض بين هذه القضيّة أو تلك، وما لعين الرمانة لعين الرمانة، وما للمرفأ للمرفأ".
وأوضح، في مداخلة تلفزيونيّة، أنّ "كلّ ما جرى هو أنّ الراعي تحدّث عن توافق معيّن حول حلّ دستوري، ولم يكشف أو يشرح أو يعطي تفاصيل عن مضمون هذا الحل، لأنّه كان يريد أن يختبر مدى صدقيّة القوى السياسيّة في إيجاد حلّ جديد لما يحصل اليوم. لكنّنا نتفاجأ بأنّ الحل الدستوري أصبح في الصّحف بشكل مجتزأ ومشوّه"، مبيّنًا أنّه "لم يصدر عن الراعي أو عن الصرح البطريركي أيّ بيان حول هذا الأمر".
وركّز قزي على "أنّنا عوض أن نرى معالم الحل، رأينا أمس واليوم سيلًا من الدعاوى ضدّ المحقّق العدلي في قضيّة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار"، مشدّدًا على أنّ "الراعي لا يقايض بين أيّ قضيّة وأخرى، ويكفي أن نعيد سماع مواقفه وخطاباته وعظاته، لنعرف أنّه لا يقايض لا على تفجير المرفأ ولا على هدم بيروت ولا على أكثر من 200 ضحيّة و6000 إصابة. لكنّه وَجد أنّ البلد يتّجه نحو فتنة مذهبيّة أهليّة، وحاول أن يضع المسؤولين أمام مسؤوليّاتهم".
ولفت إلى أنّ "الراعي لم يطرح حلًّا، بل استمع من المسؤولين إلى ما لديهم من حلول"، مفسّرًا بأنّ "جولة الراعي على المسؤولين في الدولة، تحدّدت قبل استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. بالتالي، ذهب البطريرك ليقول لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتمع مع مجلس الوزراء إذ لا يجوز بعد عدّة أسابيع أن يتوقّف عمل الحكومة، وقال لرئيس مجلس النواب نبيه بري إنّه لا يجوز للسلطة التشريعيّة أن تقوم بدور خارج إطار التشريع والسلام والوفاق، ودعا رئيس الجمهوريّة ميشال عون للعب دور المرجعيّة والنّاظمة للعلاقات السياسيّة بين القوى السياسيّة؛ لأنّنا أصبحنا نرى رويدًا رويدًا البلد ينتقل من الانهيار الاقتصادي إلى الانهيار الأمني".
وأشار إلى "أنّنا نرفض كليًّا المسّ بالتحقيق بانفجار المرفأ ولنا كامل الثقة بالقاضي بيطار". وعمّا إذا كانت هناك ثقة أيضًا بما يقوم به القاضي فادي عقيقي، شدّد على أنّ "الطبع لا، والقضيّة مختلفة، فليس لدى بيطار صورًا عن أشخاص فجّروا المرفأ، بينما لدى عقيقي صورًا ومشاهد لمن كان يحمل السلاح ويريد الدخول إلى عين الرمانة". وأكّد "أنّني لا أعرف مطلقًا القاضي عقيقي، لكنّه تمّ استدعاء فريق مجهول، في الوقت أنّ الفريق المعلوم في الصور لم يُستدعى. وجعجع لم يمتنع من المثول أمام المحقّق، لكنّه ربط مثوله بحضور الجهات الأخرى، وتحديدًا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله".