اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "ما نعاني منه في هذا البلد هو عين الفساد والاستبداد وتضييع الناس والاحتكار للثروات والموارد والشوارع والإعلام والمال، من خلال مشاريع ووعود عشرات السنين، نخرها السوس والكذب السياسي. واليوم يعصف بهذا البلد الجوع والفوضى والغلاء والجريمة والفلتان، وسط إبادة حقيقة لأكثرية شعبنا وناسنا، والمطلوب هو وعي وحركة وخيار وقرار قبل فوات الأوان، والذي ينتظر الذئب لينقذه، إنما يقتل شعبه وناسه ومشروع دولته. ولا شك أن البلد أصبح تعباً للغاية، ويعاني من موجة ضغوط شديدة. ولذلك كفانا محارق عربية وإقليمية، لبنان أصلاً لم يعد لديه شيء كي يخسره، وإطفاء النار خير من استعارها".
وأكد خلال خطبة الجمعة، أن "لبعض المطبّلين المأجورين المعدومي الضمير الأخلاقي والوطني، نقول: البلد أكبر منكم وأكبر من الجميع، وليس مكسر عصا، والبيع على الفاتورة خزي وعار، ومن لا خير فيه لبلده لا خير فيه لأحد، والذي يعتقد أن مزيداً من محاصرة لبنان إقليمياً ودولياً - أمريكياً وأوروبياً وعربياً - يعني خنق لبنان وتحويله فريسة، أقول لهم لبنان تغيّر، لبنان قوته ليست في ضعفه، فلا تتوهموا كثيراً، فهو أكبر من أن يُكسر بهذه الطريقة، وخياراته كبيرة، ولكلٍّ وقته وشروطه".
واعتبر سماحته أن:"البلد يواجه اليوم أسوأ عاصفة دولية إقليمية"؛ مطالباً "أصحاب الضمائر الوطنية الأخلاقية حماية البلد من الخطاب الانتخابي البغيض. وهنا نحذّر بشدة من لعبة اللص المقنّع، أو لعبة السيادي المزيّف، بخلفية تمزيق البلد. ومنه التحريض والتجييش الطائفي، وزمن عودة لبنان إلى بازار مقاطعة أو متصرفية انتهى، فلبنان اليوم أقوى رغم الحصار"، محذرا: "المسلمين والمسيحيين من لعب البعض بالنار واللغة المسمومة، لأن التهديد والخطر يكمن هنا، ولن نكون يوماً ما ضد الوجود والشراكة المسيحية الإسلامية".
وأضاف: "البلد مشلول بشدة، والحلول الداخلية مجمّدة، والكيد والنكد الطائفي تصاعدي، والسلطة غمد بلا سيف، والقضاء السياسي مقتل للقضاء، ومجزرة الطيونة وانفجار المرفأ قضايا وطنية أكبر من زواريب السياسة السوداء. ولذلك أصرينا على كفّ يد البيطار لأنه قاضٍ بوظيفة سياسية وهذا عار"... معتبراً أن "انتظار الإذن من الأمريكي هو خيانة وطنية، وأن نترك الناس لوحوش الدولار وأسعار النفط ومافيا الاحتكار والخبز ولصوص النفوذ والإقطاعيات وسط حكومة تصرّ على الخيار الأميركي مقابل باقي الخيارات، هو إبادة وتمزيق بلد وإعدام للمشروع الوطني. كما أن تغافل الحكومة وترك مسؤولياتها أمام الشوارع والأسواق والأسعار وسوق الدواء ومحارق النفط هو إمعان أكثر في جريمتها الوطنية التي تطال صميم مشروع الدولة وحاجات الطبقات الفقيرة".