لفت سفير لبنان السابق لدى واشنطن، رياض طبارة، إلى أنّ "من الواضح أنّ الأزمة بين لبنان والسعودية ليست نتيجة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، إنّما هي تراكميّة، تنطلق من سياسة لبنان ونهج السلطة، مرورًا بالكبتاغون المهرَّب إلى السعودية ومن ثمّ سيطرة "حزب الله" على الحكومة وقرارها؛ وبالتالي فإنّ استقالة قرداحي لن تكون إلّا بابًا للحلّ".
وأوضح، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "المطلوب اليوم حلّ العقد تدريجيًّا من آخرها، أي باستقالة أو إقالة قرداحي تمهيدًا لفتح باب الحل، وصولًا إلى العقدة الأهم والأكبر وهي سيطرة "حزب الله"، وذلك عبر تغيير نهج الحكومة الّتي إن لم يطلب استقالتها على الأقل، لا بدّ من اعتمادها سياسة مختلفة، تمهيدًا لإجراء الانتخابات النيابية ومن ثمّ تشكيل حكومة جديدة".
ورأى طبّارة أنّ "طريقة تعامل لبنان ومسؤوليه مع تصريحات قرداحي فاقمت الأزمة"، مشيرًا إلى أنّ "وزير الإعلام ومرجعيّته السياسيّة، لم يعترفا حتّى بالخطأ ولم يعتذرا، بل على العكس عادا وأكّدا أنّه عبّر عن رأيه الشخصي، رافضين أيضًا تقديم استقالته، كذلك فإنّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون، الواقع بين نارَي تحالفه مع "حزب الله" وموقعه كرئيس دولة، لم يصدر أيّ موقف حاسم في هذا الإطار".