أكد رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء في الدكوانة، جورج نهرا، خلال استقباله في المركز، وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، "أنَّنا إذ تتمثلُ مهمتُنا، كمركزٍ تربويٍّ، في الاستجابةِ للحاجةِ، في مجالِ التربيةِ، إلى وجودِ "رأسٍ مفكِّرٍ" أو هيئةٍ مركزيَّةٍ يمكنُها تولِّي المسؤوليَّةَ عنِ الجوانبِ التعليميَّةِ والتكنولوجيَّةِ، وكذلكَ عنْ كلِّ ما يتعلَّقُ بالتنميةِ والتطوُّرِ في هذا القطاعِ، نتعاملُ راهِنًا مع الأمورِ التربويّةِ كافَّةَ".
وأعلن "أننا قمنا أخيرًا، على مستوى البحثِ التربويِّ، بوضعِ استراتيجيّةٍ بحثيَّةٍ تعليميَّةٍ، ورسمِ خطةِ عملٍ لتنفيذِ البحوثِ والدراساتِ المختلفةِ. أما في ما يتعلَّقُ بالكتبِ المدرسيَّةِ والتعليميَّةِ، فقدْ قامَ المركزُ التربويُّ، في فترةِ الجائحةِ والانقطاعِ، بانتاجِ الكتابِ المدرسيِّ الرقميِّ، أوِ "الكتابِ الإلكترونيِّ"، وهو تطبيقٌ مجانيٌّ يضعُ في متناولِ جميعِ المتعلِّمينَ في لبنان، سواءَ كانوا في القطاعِ الخاصِّ أو العامِّ، الكتابَ المدرسيَّ في شكلٍ إلكترونيٍّ، بدءًا من صفوف الرَّوضاتِ، كما في متناولِ المعلِّمينَ والأهلينَ. ويعملُ فريقُ المركزِ التربويِّ للبحوثِ والانماءِ حاليًّا على تحسينِ هذا الكتابِ بِهدفِ جعلِهِ تفاعليًّا. كما قامَ المركزُ، في سياقٍ متَّصلٍ، بتمويلِ طباعةِ وتوزيعِ الكتبِ المدرسيَّةِ على المتعلِّمينَ في المدارسِ الرَّسميَّةِ وعلى قسمٍ مِنْ أولئكَ الَّذينَ في المدارسِ الخاصةِ الَّتي تعتمدُ الكتابَ المدرسيَّ الوطنيَّ. ولقدْ تمَّ توفيرُ التمويل من خلالِ منظَّمةِ الأممِ المتَّحدةِ للطفولة - اليونيسف بعد اجتماعاتٍ عدةٍ مع فريقّيْ المركز التربويِّ للبحوثِ والانماء والوزارة".
من جهته، حيا الحلبي "هذه المؤسسة التربوية العريقة، التي كان تأسيسها في عام 1971 خطوة سباقة في عصرها، إذ أن المؤسسات التي تعنى بالتخطيط ووضع المناهج التربوية وتأليف الكتب المدرسية وإنتاجها وإجراء البحوث التربوية والدراسات والإحصاءات، ومراقبة تطبيق المناهج، إلى جانب إعداد المعلمين وتدريبهم، أرادها المشترع لكي تكون الجهة المخططة هي غير الجهة المنفذة، وذلك قناعة لبلوغ الأداء الأفضل للقطاع التربوي".
وأكد أن "زيارتي اليوم للمركز التربوي ليست بروتوكولية، بل هي زيارة عمل تركز بالدرجة الأولى على تزخيم إطلاق ورشة تجديد المناهج التربوية بصورة فعلية، استنادا إلى روزنامة محددة نلتزمها، وتشكيل فرق الإختصاصيين بالتعاون بين الوزارة والمركز التربوي والمؤسسات التربوية الخاصة وكليات التربية في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة المعنية، وبدعم وتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي والمؤسسات الفرنسية والبريطانية، وأي جهة تتمتع بالخبرة في هذا المجال مع تأكيد، أن هذا العمل يقوده اللبنانيون الأعرف بحاجاتهم وتطلعاتهم ولا تعوزهم الخبرات لتحقيق هذه الغاية".
ولفت إلى أن "المناهج الراهنة لم تأخذ فرصتها كاملة في التطبيق ضمن المدارس الرسمية، وبقيت مواد مثل التكنولوجيا غير مطبقة، فيما يسعى بعض النواب إلى إدخال التوجيه المهني إلى المناهج التربوية. وبالتالي، يجب أن نعيد الدور إلى هذه المواد التي شهدت إهمالا"، مشيرًا إلى أن "لبنان المتنوع يحتاج أيضا إلى أن تكون مادة الحوار، مدخلا لتعويد اللبنانيين على إتقان سماع الرأي الآخر واحترام الإختلاف، وسلوك تجميع المشتركات للبناء عليها وتحديد نقاط الخلاف للتحاور حولها. كما أن البيئة والحفاظ عليها تقضي بأن يعامل اللبناني أرضه وخيراتها برفق وأن يحفظ مواردها وأن يعتني بخيراتها لكي نورث أبناءنا أرضاً معطاءة وشجرة وارفة ومناخا معتدلا".
وأكد الحلبي، على "أهمية تغليب مصلحة التلميذ ومصلحة البلد على اي مصلحة أخرى"، مشددًا على "أهمية عزل التربية عن السياسة السائدة ليبقى هذا الملف البالغ الأهمية بمنأى عن الضغوط القائمة"، وتوجه للمشاركين قائلًا "لقد سمعت اليوم ما يفرحني ويعطيني الأمل بأن المركز التربوي هو احد مؤسسات الدولة، التي لا تزال تعمل بكل إنتاجية، رغم كل الحاجات والصعوبات، وإنني اقدر عاليا هذا العمل، فالبلد يحتاج إلى إجراءات وإنجازات محسومة يشعر بها الناس، فثابروا على الإنجاز ولا تدعوا الإحباط يتسلل إلى نفوسكم ونحن بجانبكم في كل المحطات المقبلة".