أشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، إلى أن "المقابلة المسرّبة التي تقدم بها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تأتي في أعقاب ما قاله وزير الإعلام جورج قرداحي، وفيما تلفظ به قبل ذلك وزير الخارجية الأسبق شربل وهبة، وكلّها تعبر عن نسق وأسلوب خطير في التفكير، واستخفاف بأهمية العلاقة التي تربط لبنان بعمقه العربي، وهذا التصرف يخالف الدستور اللبناني"، موضحاً أن "الدستور ينصّ صراحة على أن لبنان بلد عربي الهوية والانتماء، وهذه هي عروبة الخيار، وليست عروبة الإرغام، بل بإيماننا بعروبتنا الذي يمليه علينا انتماؤنا العربي، ويحتّم علينا أن تكون هذه العلاقة مبنية على احترام الدستور اللبناني، واحترام انتماء الشعب اللبناني لمحيطه العربي".
وأوضح السنيورة، أن "الدولة اللبنانية أصبحت مختطفة من قبل دويلة حزب الله، وأن هذه الدويلة المستترة، والتي هي دولة حزب الله هي التي تمثّل إيران التي عبّر مسؤولوها وبشكل واضح على أنهم يسيطرون على أربع دول عربية ومنها لبنان، وبالتالي الآن فقد أصبحت العملية شديدة الوضوح في أن الدولة اللبنانية أصبحت مختطفة. وليس هناك من قرار حر للدولة اللبنانية، وهي تحت تأثير بدعة الديمقراطية التوافقية، بحيث لا قرار هناك للحكومة من دون موافقة حزب الله".
وأشار إلى "أننا كنا نتوقع من رئيس الجمهورية، أن يبادر إلى أن يتخذ موقفا واضحاً وصريحاً في رفض هذه الممارسات من قبل حزب الله، لكن للأسف نجده صامتاً لا يعبر عن شيء بل وكأنه يعبر عن تأييده لهذه الممارسات"، موضحاً أن "رئيس الجمهورية هو حليف لحزب الله، وبالتالي لا يرجى منه أي شيء الآن لتصويب السياسة الخارجية للبنان، وهذا يتطلب من اللبنانيين، أن نتقهم ماذا يحصل. فنحن نشهد اليوم صورة واضحة على أن أغلب الشعب يرفض هذه الازدواجية في السلطة، ويرفض ممارسات حزب الله. ولم يحصل في تاريخ هذا الوجود لحزب الله إن ظهرت هذه المعارضة اللبنانية من قبل أكثرية اللبنانيين لهذه الممارسات التي يقوم بها. ويجب أن تكون مقاومة حقيقية سلمية من قبل اللبنانيين تعبر عن رغبتها والتزامها باستعادة الدولة من خاطفيها واستعادة حضور الدولة اللبنانية واستعادة احترام الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني واحترام سلطة الدولة لبنانية على كامل أراضيها واستعادة الاحترام للشرعيتين العربية والدولية".
وأكد السنيورة، أنه "إذا كان هناك رفض عربي لما تقوم به السلطة اللبنانية من تنكّر لمصالح اللبنانيين، فإنه يجب ان لا يدفع الشعب ثمن ما ترتكبه هذه السلطة ومن هم في موقع السلطة من أخطاء بحق الدولة اللبنانية وبحق الشعب اللبناني. فيا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، والسفهاء هم الذين بإرادتهم الآن يعبرون عن مصالح الموقف الإيراني، وهذا الأمر يتطلب من جهة أيضاً دعماً مستمر لهؤلاء، إذ أنه وعلى أساس هذه المقاومة السلمية في لبنان التي يمكن ان تعبّر عن ما يريده اللبنانيين، وبالتالي لا يكون الحلّ بترك لبنان ولا أن يؤخذ اللبنانيون بجريرة ما يرتكبه أهل السلطة في لبنان".