يتسم لقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بأهمية خاصة، نظراً إلى المكانة، التي يتمتع بها البابا، التي تتجاوز موقعه كرئيس للكنيسة الكاثوليكية في العالم، إلى الدور الكبير بوضع أُسس السلام، وكلمته لها فعاليتها على المُستوى العالمي، وله تأثير على الكنائس الأخرى، ورؤساء دول وقادة، وبينهم من لم يعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية.
فقد التقى الرئيس عباس، البابا فرنسيس في مقر حاضرة الفاتيكان، في سادس لقاء يجمعهما، تم خلاله التأكيد على أهمية إحلال السلام في الأراضي الفلسطينية المُقدسة والعالم.
وضع الرئيس عباس، البابا فرنسيس، في آخر التطورات والمُستجدات، ومُمارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، والاعتداء على المُقدسات الإسلامية والمسيحية، وعمليات الهدم والتهجير واقتلاع الأهالي وطرد الفلسطينيين من بيوتهم، خاصة في القدس، فضلاً عن التوغل الاستيطاني، وتصاعد الأعمال أحادية الجانب، التي من شأنها تقويض حل الدولتين، والجُهود الدولية من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعرض إلى خطورة الوضع الذي لم يعد قابلاً للاحتمال، مع انسداد الأُفق السياسي، لأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تُريد حل الدولتين، ولم تحترم تعهُداتها، ولم تقم بأي موقف إيجابي لاستئناف المُفاوضات، بل تُواصل سياستها التدميرية لحل الدولتين.
أبلغ الرئيس الفلسطيني، بابا الفاتيكان، تحيات رؤساء الكنائس في القدس، وتمنياتهم لقداسته بالصحة ونجاحه في مهامه، وطلبهم إليه أداء الصلاة من أجل القدس والسلام في الأراضي المُقدسة.
كما أطلعه على أهمية المُواجهة المُشتركة لمُحاولات الاستيلاء على العقارات الكنسية وغيرها في القدس، خاصة في البلدة القديمة.
وعرض إلى الجهود التي تبذلها دولة فلسطين لتعزيز الوجود والحضور المسيحي في فلسطين، وبقاءهم في أرضهم وأرض أجدادهم، ومُواجهة التحديات التي تفرضها الإجراءات الإسرائيلية.
وتم التأكيد على دور "اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس" برئاسة الدكتور رمزي خوري، التي ستُواصل عملها وفق مهام يُؤكد عليها الرئيس "أبو مازن".
وتم التوافُق على تفعيل مُذكرة التفاهُم التي وُقعت بين الطرفين، على أساس "نداء الأُخوة الإنسانية"، واعتراف الفاتيكان بالدولة الفلسطينية في 16 أيار/مايو 2015، تزامُناً مع ذكرى النكبة.
تبادل الرئيس عباس والبابا عدداً من الهدايا، فأهدى الرئيس الفلسطيني، بابا الفاتيكان، كتاباً عن كنسية المهد في بيت لحم ومُجسم لمغارة الميلاد.
بينما أهدى البابا، للرئيس عباس، تمثالاً برونزياً ليدين مُتشابكتين في إشارة للسلام، وخلفهم أعمدة القديس بطرس وسيدة وطفل وسفينة مُهاجرين، مكتوب عليه "لنملأ الأيدي بأيدٍ أخرى"، ونسخة من مُجلده "رسالة من أجل السلام"، ونسخة أخرى من "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي يُشارك فيها الأزهر الشريف.رافق الرئيس عباس في زيارته: وزير الخارجية والمُغتربين الدكتور رياض المالكي، مُستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات
الإسلامية قاضي القضاة محمود الهباش، مُستشار الرئيس الدبلوماسي الدكتور مجدي الخالدي، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس" مُدير عام "الصندوق القومي الفلسطيني" الدكتور رمزي خوري، مُستشار الرئيس، مصطفى أبو الرب وسفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسة.
وأجرى الرئيس عباس مُحادثات مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتيريلا ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الذي أكد دعمه لحل الدولتين.