أكد رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، عقب لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ان "اللقاء هو للبحث في الكارثة التي نمر بها، فمجلس الوزراء لم يجتمع منذ شهر إثر تهديد وزير تابع لـ "حركة أمل" الحكومة في حال اجتمعت قبل إقالة المحقق العدلي القاضي طارق بيطار".
ولفت مخزومي إلى أن "الدولار تخطى عتبة الـ22 ألف ليرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى مزيد من التدهور"، سائلاً مجلس الوزراء: "هل ستجتمعون أم لا؟ هل الأزمات التي يمر بها اللبنانيون تستدعي اجتماع الحكومة، أم سنبقى نتلقى التعليمات من الثنائي الشيعي؟".
وأكد أن "الجميع يعلم أن استمرارية عمل الحكومة مرتبط اليوم باستقالة البيطار"، رافضاً هذه الخطوة "إذ من الضروري أن يعلم الجميع من كان وراء أكبر جريمة حصلت في تاريخ لبنان وثالث أكبر انفجار في العالم وهي جريمة تفجير مرفأ بيروت".
كما سأل "أين أصبح ملف صندوق النقد الدولي؟ الثنائي الشيعي يرفض الصندوق ولهذا السبب يجمد عمل الحكومة"، مشيراُ إلى أنه "في قضية التحويلات السويسرية، حاول بنك البحر المتوسط وعدد من المصارف الأخرى كف يد القاضي جان طنوس عن التحقيق في هذا الملف"، سائلاً "هل هذه حكومة "حزب الله" أم حكومة كل لبنان؟".
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية، أوضح أن "سحب عدد من الدول العرب لسفرائها من لبنان إثر تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي يعدّ كارثة حقيقية"، مجدداً المطالبة بـ "إقالة القرداحي".
وعن اتهام الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله المملكة العربية السعودية بمحاصرة لبنان، سأل مخزومي: "ما الخطأ الذي ارتكبته المملكة بحق لبنان؟ وهل يقارن نصرالله ما قدمته له إيران بما قدمته السعودية لجميع اللبنانيين؟"، مؤكداً أنه "من غير المقبول التعامل بهذه الطريقة مع الدول العربية ومع أكثر من 480 ألف لبناني متواجدين في الخليج، ويدعمون البلد وأهلهم بمليارات الدولارات".
ودعا الحكومة إلى "الاجتماع وأن تقول من هو المعطل الحقيقي لعملها"، متمنياً "عدم التدخل بعمل القضاء، وأن يسمحوا للقضاة النزيهين بممارسة عملهم، فهل يعقل أن يُسأل القاضي بيطار من المدعي العام التمييزي إذا ما كان وصله التهديد أم لا وأن يبقى ذلك حبراً على ورق بعد إجابة البيطار بالإيجاب؟ ما هو موقف الرؤساء الثلاثة من ذلك؟ وما موقف مؤسسات الدولة التي تقول إنها تسعى للمحافظة على البلد".
إلى ذلك، تمنى مخزومي على الجميع أن "يصحو ويعي خطورة الموقف، وعلى "حزب الله" أن يعود حزباً لبنانياً وأن يكون الطرف الشيعي الذي سنضع يدنا بيده، لا أن يخطف لبنان ويأخذه إلى المجهول". وأشار إلى أنه "من الخطأ القول إن السعودية لديها مشكلة مع "حزب الله"، بل لبنان اليوم لديه مشكلة مع "حزب الله"، فنحن لا يمكن أن نقف في وجه عالمنا العربي"، متمنياً أن "يسعى الحريصون على البلد إلى إخراجه من هذه الأزمة والحفاظ على مستقبلنا ومستقبل أولادنا".