أشار وزير الثقافة، محمد وسام المرتضى، ممثلًا بشوقي ساسين، خلال كلمة له في الاحتفال الذي أقامه المركز الثقافي الروسي في بيروت، لمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيسه، إلى أن "لن أتحدث في تاريخ العلاقات الثقافية بين دولة روسيا الاتحادية ولبنان، ذلك أمر يضيق به هذا المقام. لكن بحسبي أن أشير إلى أنها علاقات ترقى إلى قرون عديدة"، لافتًا إلى أنه "لعل العلاقات الروسية اللبنانية المبنية منذ الأساس على المعطى الثقافي، فريدة في نوعها بين الأمم، لأنها سبقت فعليا المعطيات السياسية والاقتصادية والمصالح المادية المشتركة التي غالبا ما تكون أساس علاقات الدول".
وشدد على "الترابط بين الثقافة والسياسة في عمق وجدان المجتمع الروسي"، منوهًا بما "بذلته وتبذله الدولة الروسية في المنطقة، من أجل محاربة الإرهاب المتمثل في الجماعات التكفيرية التي عاثت خرابا في العقول، وأمعنت قتلا وتدميرا وتهجيرا، وتفكيكا لنسيج العيش الإنساني الذي شهدته بلادنا منذ فجر الحضارات. ولولا الدور الروسي، لما كانت المنطقة كلها لتنجو من ذاك الجحيم الذي كان زاحفا إليها، ولما كان لثقافة السلام أن يبدأ انتصارها على الظلام".
بدوره اعتبر السفير الروسي، الكسندر روداكوف في كلمة له بالمناسبة، إلى أنه "على مدار 40 عاما، غير المركز في منطقة فردان اسمه عدة مرات، من المركز الثقافي السوفياتي إلى المركز الروسي للعلوم والثقافة والآن إلى البيت الروسي في بيروت. لكن الشيء الوحيد الذي بقي على حاله هو أن البيت الروسي، الذي افتتح عام 1981، في ذروة الحرب اللبنانية، لم يتوقف عن عمله حتى ليوم واحد، لا في زمن الحرب ولا في زمن السلم، فقد بقي دوما ولا يزال مركز جذب للمواطنين اللبنانيين والروس ولخريجي الجامعات الروسية والسوفياتية ولجميع المهتمين بالتنمية الإبداعية والفعاليات الثقافية ودراسة اللغة الروسية والتعليم العالي في أفضل الجامعات في روسيا".
وأضاف، انه "لطالما لعب التعاون الثقافي دورا مهما في العلاقات الثنائية الروسية اللبنانية. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين بلدينا قد تطورت بنشاط في السنوات الأخيرة، ولا سيما التعاون الإنساني الآخذ بالتوسع".