أشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، في كلمة من بعلبك، لمناسبة "يوم الشهيد"، إلى أنه "حينما تقف الأوطان بين موقفين، موقف فيه كرامة، وموقف فيه ذل، يجب أن يسارع أهل الإيمان والإخلاص إلى خيار الكرامه حتى يعطوا مجتمعهم وأوطانهم الكرامة التي يستحقونها".
واعتبر أنه "التهديد بأرزاق الناس هو فعل الضعيف والمعتدي، وفعل الظالم الذي لا يجد وسيلة يواجه فيها في ساحة الميدان إلا أن يستفيد من نقاط قوة مادية يعتمد عليها". مشددًا على أنه "إذا كان البلد متوقفا على مال يعطى من دولة أو جهة أو زعامة أو مملكة، وإذا كان مصير وطن يتوقف على هذا النوع من الدعم، فان هذا الوطن لا يستحق الحياة".
واوضح أنه "قبل أيام أراد البعض ان يوهم اللبنانيين أن البلد وضع أمام خيارين، ونحن لسنا أمام خيارين، بل نحن أمام خيارات وهذه الخيارات سلكناها في الماضي وسنسلكها اليوم وفي أي وقت آخر. على أي حال إن ما حصل فضح الكثير من أصحاب الأبواق السياسية والاعلامية التي كانت تزايد على اللبنانيين في السيادة والاستقلال والحرية، فإذا بهم في لحظة واحدة وبالضربة القاضية فضح هؤلاء، فأصبحوا لا يعتنون لا بسياده ولا استقلال ولا حرية، ما حصل هو فضيحة على مرأى من كل العالم. وأنا أقول لهؤلاء، أنتم أيها المزايدون، يا من رفعتم الشعارات وزايدتم على مدى سنوات طويلة وتهجمتم وظلمتم واعتديتم تحت عنوان الاستقلال والسيادة والحرية، أنتم بعد الآن يجب أن تسكتوا، لأنكم أصبحتم مفضوحين، أنتم تخليتم في لحظة واحدة عن الكرامة والسيادة والاستقلال، لانكم تخليتم عن حريتكم الشخصية والوطنية، وأثبتم أن خطاباتكم ومواقفكم لا تنتمي إلى الوطنية أبدا، لأن الذي ينتظر مصيره ومآله من الخارج ويرهن البلد كله إلى اعطيات أو هبات أو رضى الخارج عليه، لا يستحق أن يبني وطنا، ولا يمكن أن يكون وطنيا".
وأكد صفي الدين أنه "قبل سنوات حينما بدأ البلد طريق الإنهيار إلى الهاوية على المستوى المالي والاقتصادي، وأثر ذلك على المستوى المعيشي، اتضح أن الذي يبني بلدنا هو أنفسنا، وأن الذي يبني وطننا ومستقبله المالي والاقتصادي والمعيشي هم اللبنانيون فقط، وكل من يرهن لبنان للخارج وينتظر إعطيات ومنحا لا يمكن له أن يبني وطنا على الإطلاق. وعلى اللبنانيين أن يعرفوا أنهم وصلوا إلى الحقيقة التي يجب ان يتحملوا فيها المسؤولية، وهي حقيقة أن يبنوا وطنهم ومستقبلهم بأنفسهم، بعقولهم، بسواعدهم، بتعبهم، وبعملهم وجهودهم، وليس من خلال الاتكال على الآخرين، ولا من خلال الابتزاز الذي يمكن أن يمارسه الآخرون".