عرض رئيس "الجامعة الأنطونية"، نائب رئيس الاتحاد الأوروبي للجامعات الكاثوليكية في أوروبا ولبنان (FUCE)، الأب ميشال جلخ، خلال مشاركته في أعمال الجمعيّة العامّة للإتحاد، الّتي انعقدت في برشلونة بإسبانيا، لأزمة التعليم العالي وواقع الجامعات عامّةً، مشيرًا إلى "التحدّيات التربويّة في لبنان، ووضع مؤسّسات التعليم العالي"، وتساءل "إن كنّا قد لمسنا القعر أم لا".
وعرض أيضًا لتاريخ التعليم العالي في لبنان، حيث "كان لبنان هو المقدام في هذا الحقل في الشرق الأوسط"، وتحدّث عن السّياسة الّتي تمّ اتّباعها في تسعينيّات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، لزيادة عدد الجامعات إذ تخطّت الخمسين جامعة، "ما أدّى إلى تراجع في مستوى التعليم العالي، علمًا أنّ عددًا كبيرًا منها أنشئ من أجل المصلحة والربح المادّي أكثر منه من أجل خدمة المجتمع".
وخلال كلمته، تطرّق الأب جلخ إلى الوضع اللبناني في شكل عام، و"ازدياد نسبة الفقر فيه نتيجة الأزمة الماليّة والإقتصاديّة الّتي ضربت به، ما أدّى إلى ارتفاع معدّلات البطالة بشكل كبير، وهجرة نسبة كبيرة من المواطنين"، لافتًا إلى أنّ "مع الزيادة الحتميّة في الرسوم الدراسيّة، وارتفاع أسعار الوقود ونقصها من نظام الدعم، من المتوقّع أن يتفاقم هذا النّزف بشكل ملحوظ ويؤدّي حتمًا إلى شيخوخة المجتمع وانهيار اقتصادي". وأكّد أنّ "الطلّاب ليسوا الضحايا الوحيدين، بل والأساتذة أيضًا والهيئات الإداريّة، بسبب انخفاض أكثر من 80% من قدرة رواتبهم الشرائيّة".
واستعان بتقرير للبنك الدولي، الّذي كشف عن أنّ المئات من المعلّمين والأساتذة غادروا إلى أميركا الشمالية وأوروبا والخليج طوال الفترة الماضية، مشدّدًا على أنّ "القطاع الّذي كان في يوم من الأيّام شعار الفخر الوطني، يمرّ حاليًّا بمرحلة أليمة".
ورأى جلخ أنّ "قطاع التعليم العالي يجب أن يبقى أولوية ملحّة في الاستراتيجيّات الوطنيّة، لا سيّما وأنّ النّمو الاقتصادي لأيّ بلد مرتبط بنظام التعليم فيه"، داعيًا إلى "ضرورة دعم مؤسّسات التعليم العالي اللبنانيّة، ومساعدتها على تنفيذ مهمّتها وتعزيز جودة التعليم فيها". وركّز على أنّ "إنقاذ التعليم العالي اللبناني، ينقذ الأجيال الشّابة في لبنان، ويبقيهم في وطنهم".