أشارت صحيفة "الرياض" السعوديّة، إلى أنّ "من يظنّ أنّ مشكلة السعودية مع لبنان هي قضيّة خلاف سياسي بين الدولتين حصرًا، فليقرأ أنباء تفكيك خليّة "حزب الله" في كولومبيا، الّتي كانت تعدّ لتنفيذ عمليّة إرهابيّة، وهذا امتداد للأدوار التخريبيّة الّتي برع فيها الحزب العامل بإمرة إيران حول العالم، بدءًا من توجيه سلاحه لأشقّائه في لبنان، ومن ثمّ الانخراط في حرب طائفيّة معلَنة وصريحة ضدّ السوريّين، مرورًا بعدد من العمليّات الإرهابيّة أو المؤامرات الفاشلة؛ ناهيك عن تجارة المخدرات الّتي بات الحزب يمثّل كارتيلًا رئيسًا فيها".
ولفتت إلى أنّ "مشكلة السعوديّة ودول خليجيّة مع لبنان، أنّ حزبًا بهذه الصفة الإجراميّة المعلَنة أصبح سيّد القرار في هذا القطر الشقيق، فضلًا عن انخراطه في نشاطات عدائيّة ضدّ السعوديّة عسكريًّا وإعلاميًّا، تحت سمع الدولة في لبنان وبصرها"، مركّزةً على أنّ "لذا، وفي ظلّ هذه المعطيات، فإنّ جهود الوساطة الدوليّة لاحتواء الخلاف تبدو خارج السياق، وفي واقع الأمر تبدو كما لو أنّها تعمّق أزمة لبنان، إذ تغضّ النظر عن أصل الدّاء اللبناني المتمثّل في تغول الميليشيا على الدولة، وتحصر القضيّة في تصريح أرعن، أو ضبطًا لعمليّات التهريب الّتي تستهدف السعوديّة".
وأوضحت الصحيفة أنّ "قضيّة لبنان بهذا المعنى لم تعد قضيّة عربيّة، بل أزمة إقليميّة ودوليّة، حيث تحوّل هذا البلد الجميل إلى جبهة متقدّمة للنظام الإيراني، وتحوّل سلاح الحزب الخاضع لطهران إلى فائض قوّة للسيطرة على لبنان التعدّدي، والسطو على قراره، والتمدّد بعد ذلك خارج لبنان، حيثما توفّرت ساحة لتنفيذ أجندة النظام الإيراني، وإعادة تشكيل المنطقة".
ورأت أنّ "الموقف السعودي الحازم وضع الدولة في لبنان أمام لحظة الحقيقة، فلا يمكن للبنان أن يُحكم بمنطق الميليشيا، ويسعى لعلاقات دوليّة بمنطق الدولة. هذا التناقض العميق في بنية الدولة أصبح قضيّةً لبنانيّةً داخليّةً، ومن يدور حول هذه القضيّة ويتهرّب من الحقيقة إنّما يمدّ في زمن العلّة اللّبنانيّة، ويطيل أمد معاناة الشعب اللبناني، رغم أنّ جسد لبنان المريض لم يعد يتحمّل المزيد".