لفت رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، إلى أنّ "التضخم ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وخلال عام صُرِف مبلغ كبير من الأموال، ونحن نتمنّى كحكومة العودة إلى سياسة الدّعم، لكن هذا ليس بمقدورنا، لأنّه ليس لدينا الأموال اللّازمة"، مبيّنًا أنّ "الاقتصاد قادر على تسوية نفسه بنفسه لكنّه بحاجة إلى وقت، وسبق أن مررنا بمثل هذا التضخم في أواخر الثمانينيّات وأوائل التسعينيّات، ونعرف أنّ الاقتصاد يساوي نفسه بنفسه".
وأشار، في كلمة له بعد اجتماع عقده في مقرّ الاتحاد العمالي العام، إلى أنّ "صحيحًا أنّنا دعمنا في الماضي، لكنّ الدعم كان من جيوبنا وجيوبكم، واليوم ندفع الثّمن"، مركّزًا على أنّ "أحد همومي الأساسيّة هو الموضوع الاجتماعي". وكشف أنّ "بموضوع الأمن الاجتماعي، سنبدأ في أول الشهر المقبل بتسجيل العائلات الأكثر حاجةً ولدينا طاقة لاستيعاب 250 ألف عائلة، وهناك مبلغ 245 مليون دولار مؤمّن من قِبل "البنك الدولي"، وبالتالي قادرون على البدء بالعطاء. هذه العمليّة ستكون إلكترونيّة، ولن يكون فيها أيّ تدخّل بشري". وذكر "أنّني ووزير الشؤون الاجتماعيّة نتابع الموضوع، وأدعو الجميع للبدء بالتسجيل".
وأكّد ميقاتي "أنّنا نعلم أنّ الوضع صعب جدًّا، وكلّنا نتحمّل مسؤوليّة ونحاول أن نعطي كلّ إنسان حقّه ضمن الإمكانيّات الممكنة"، معلنًا أنّ "140 ألف دولار سنخصّصها للمناطق والعائلات الّتي تقطن في القرى على ارتفاع أكثر من 700 متر". وأفاد بـ"أنّنا دولة مضيفة للاجئين والنّازحين، ونحصر المبالغ الّتي نتكلّفها والـ"world food program" سيخصّص حصّة للّبنانيّين مطلع العام المقبل، بحدود 600 مليون دولار".
وشدّد على "أنّنا نشعر بالألم بكلّ ما للكلمة من معنى"، لافتًا إلى أنّ "بالموضوع التربوي، نجحنا بإلطلاق العام الدراسي، وأستاذة الجامعة اللبنانية سيعودون إلى الجامعة. هدفنا السير تدريجيًّا نحو الحالة العاديّة للبلد، لكن هناك ضغوطات سياسيّة". وبيّن أنّ "خلال كلّ لقاءاتي في الخارج، لمست كلّ الدعم للبنان، مع التشديد على ضرورة أن نساعد أنفسنا كي يتمكّنوا من مساعدتنا، ولكنّنا من تشنج إلى آخر، وهذا لن يحبطنا، لأنّ من يعرف السياسة اللّبنانيّة يعرف أنّ المطبّات حاضرة دائمًا تاريخيًّا، ولكن حتمًا لا يوجد مطبّ مررنا به، إلّا وتمكنّا من الخروج منه".
وشدّد على أنّ "الأزمة ستُحلّ، وقد أبلغت رئيس الجمهوريّة ميشال عون، خلال لقائنا اليوم، بأنّني سأدعو قريبًا إلى جلسة لمجلس الوزراء"، كاشفًا أنّ "هناك نصف راتب إضافيًّا عن شهر تشرين الثاني وكانون الأوّل سيتقاضاه العاملون في القطاع العام وفقًا لوزير المال". وذكر أنّ "في موضوع النقل، أنجز وزير الأشغال العاّمة والنقل خطّةً متكاملةً للنقل، عُرضت علينا وعلى مندوب البنك الدولي في لبنان، وهناك مبلغ 295 مليون دولار مرصود لهذا القطاع. ونحن نسعى إلى تطبيق خطّة لقطاع النقل، والعمل مستمرّ في هذا الإطار".
كما ركّز ميقاتي، على أنّ "في الموضوع الصحّي، لا يمكننا الاستمرار بدعم الأدوية، لكنّنا اتّفقنا على إبقائه للأمراض المزمنة والسرطانية، لكن في الشهرين الأخيرين كان هناك نقص في هذه الأدوية"، مؤكّدًا "أنّنا نعمل على مواصلة تأمين أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، ومراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة التابعة لوزارة الصحة العامة موزّعة على مختلف الأراضي اللبنانية، وهي مُستعدّة لإعطاء الدواء المطلوب أو البديل عنه مجّانًا".
وأوضح "أنّني اهتممت شخصيًّا بموضوع حليب الأطفال، وحاولت تركه مدعومًا لكنّه فُقد من الأسواق، ونحاول أن نعمل بكلّ جهدنا لإيجاد الحلول، وأنا مرتاح للفريق الوزاري الّذي يرافقني ويعمل بكلّ جهد"، مشيرًا إلى أنّ "الوزراء يشعرون مع الناس، وقالوا "لم يعد يستطيع المواطن التحمّل، وكتّر خيره بعد ما فجر".
إلى ذلك، شدّد على أنّ "لا هلع في موضوع الخصخصة في الوقت الحالي، لأنّ الوقت غير مناسب لبيع أي موجودات خزينة تابعة للدولة اللبنانية، لأنّها لن تأتي بالأسعار المرجوّة". وأعلن أنّ "في موضوع الكهرباء، نسعى لتأمين الكهرباء وفق الخطّة الموجودة، ونعمل لإيجاد حلّ على المدى القصير في الكهرباء لنغذي لبنان بـ10 ساعات حاليًّا، من خلال تأمين 450 ميغاوات من معمل دير عمار، لكنّ فنحن نعمل ل أي 10 ساعات يوميًّا، لكن أنبوب الغاز المصري مُعطّل ويحتاج لحوالي 6 إلى 7 أسابيع لإصلاحه وتكلفته تبلغ 2 مليون دولار. كما استطعنا تأمين ساعات تغذية إضافيّة عبر الفيول العراقي".